|
|
من المؤسف أن اللغة العربية لم تتعد أسوار المؤسسات التربوية
نــوال الــهواري
أصدر الكاتب والإعلامي خليفة بن قارة مؤلفا جديدا بعنوان «اللغة العربية في الجزائر من الحظر إلى الحجر» عن دار منشورات السائحي المتضمن لمجموعة من المقالات التي ترسم واقع اللغة العربية التي لم تعد تتعدى أسوار المؤسسات التربوية.
اهتم الكاتب خليفة بن قارة بلغة الضاد في عنوانه الجديد الذي اعتبره وصفا لآهات وجع اللسان الذي يكاد يضيع في زخم اللغات الأجنبية الأخرى، مؤكدا خلال استضافته في « فوروم » الوسط أمس الأول أن تعلم هذه الأخيرة ليس عيبا وإنما تقوية الزاد المعرفي لكن ليس على حساب اللغة الأم.
وأشار صاحب الكتاب الذي قدمته إنعام بيوض إلى أن اللغة العربية لم تكن يوما في مشكل مع اللغة الأمازيغية وجاء هذا بعد ترسيمها وجعلها لغة وطنية، مستدلا بالفتوحات الأندلسية التي جاءت من طرف الأمازيغ، وشدد في هذا الجانب على ضرورة الرجوع إلى العناوين التي تكتب في إسبانيا من أجل تحصيل وتدقيق في المعلومة، معيبا ما وصلت إليه الإشكالات حول اللغة العربية والأمازيغية في الفترة الأخيرة والتي تهدف إلى ضرب لغة الضاد التي وحدت الشعب الجزائري على اختلاف لهجاته التي تعتبر موروثا زاخرا لما تكتنزه الجزائر على غرار الشاوية والقبائلية والتارقية وغيرها، وهذه اللّغة نفسها استطاعت أن توحّد 500 مليون عربي.
وتأسف صاحب العمل لحال اللغة العربية، وأعاب في إصداره الجديد استبعادها عن مجالات العمل، حيث أضحت فقط محصورة في المؤسسات التربوية والجامعات أين يجد الطالب نفسه يواجه عالم اللغات الحية الأخرى التي تتسيد العالم، وهنا قال بن قارة « إنّ تعلّم اللّغات شيء جميل، مفيد ومطلوب لكن ليس على حساب اللّغة الأم، فأن تحجز نفسك في لغة هي على فراش الموت، فقط لأنّ أهلها جاؤوا على ديارك وجاروا عليك فتلك هي أم المهازل.»
ولم يخف المتحدث ذاته أنه تفاجأ من ردّ فعل وزير المجاهدين الذّي افتخر بطلب البيت الأبيض لفيلم «معركة الجزائر»، مبرزا أنّ البيت الأبيض طلب الفيلم لاكتشاف طرق نضال الجزائريين آنذاك والذّي تعتبره أمريكا وحلفاءها «إرهابا»، لأن هذه البلدان –يقول- ترى أنّ كلّ شعب يتمرّد ويطالب بحريته ويسعى للاستقلال، إرهابا. ولم يخف بن قارة أنّ اللّغة العربية طُردت، للاعتبار السّائد أنّها وعاء للتّطرف، وكلّ هذه الأقاويل نابعة من أصحاب الفكر الكولونيالي الذّين يتجدّدون، ويحاولون ضرب المنطقة العربية من أحد أدوات نهضتها وهي اللّغة، كما يعملون على تجسيد الفوضى في هذه البلدان بهدف تقسيمها لفيديراليات، وهو ماجاء في وثيقة 16 ماي، أين يواصلون ما بدأوه في العراق، سوريا، ليبيا.
وثمن خليفة بن قارة جهود الإعلاميين الذين اعتبرهم حماة المجتمع، والإعلام ككل يصب في الخدمة العمومية، وهم امتداد للجيل الذهبي الذي صنع التميز وحصد إشادة الرئيس الراحل هواري بومدين، مقرا أنهم قدموا الكثير للثورة التحريرية.
المحور
|
|
|
|
|