
الضمائر - 6
م. محمد يحيى كعدان
لتكن الصيغ التالية المسمّاة بالضمائر الشخصيّة " هو ، هي ، هم ":
يقول المرادي: " هو و هي و هم.. إذا وقعت فصلاً. فيها خلاف بين النحويين. وليس الخلاف خاصاً بهذه الألفاظ الثلاثة، بل هو جار في الضمير المرفوع المنفصل، إذا وقع فصلاً بين المبتدأ والخبر، أو ما أصله مبتدأ وخبر. نحو }إنْ كانَ هذا هوَ الحقّ{ الأنفال 32، }وكنتَ أنْتَ الرَّقيبَ{ المائدة 117، }وكُنَّا نَحنُ الوارِثِينَ{ القصص 58، وما أشبه ذلك.
فذهب قوم إلى أنّ هذه مضمرات، باقية على اسميتها. قيل: وهو مذهب البصريين.
وذهب قوم إلى أنها حروف، لأنها جاءت لمعنى في غيرها، وهو الفصل بين ما هو خبر وما هو تابع. قيل: وهو مذهب أكثر النحويين. وصحَّحه ابن عصفور.
واختلف القائلون بأنها أسماء: هل لها محل من الإعراب، أو ليس لها محل. فذهب البصريون إلى أنها لا محلّ لها من الإعراب. وذهب الكسائي، والفرّاء، إلى أنّ لها محلاً. فقال الكسائي: محلها محل ما بعدها. وقال الفرّاء: محلها محل ما قبلها. وثمرة الخلاف في نحو }كنتَ أنْتَ الرَّقيبَ{ المائدة 117. فعلى مذهب الكسائي يكون محل الضمير نصباً، وعلى مذهب الفرّاء يكون محله رفعاً. والصحيح مذهب البصريين، وبيان ذلك. في غير هذا الموضع.".
تعريف الهاء ( ه 11011 )، تعني معرفة المتكلم لشكل وصفة عنصر حاضر. (اهتداء المتكلم إلى العنصر).
بينما تعريف الواو ( و 11010 )، تعني معرفة المتكلم فقط لشكل عنصر حاضر. (حضور عنصر معروف الشكل للمتكلم).
وتعريف الياء ( ي 10110 )، تعني معرفة المتكلم والمستمع لشكل عنصر غائب. (شكل عنصر غائب ياء للمتكلم والمستمع).
أمّا تعريف الميم ( م 10011 )، تعني معرفة المتكلم فقط لشكل وصفة عنصر غائب.
لنتأمل الصيغة التالية كمثال: هو (زيد). وتعني:
معرفة المتكلم لشكل وصفة عنصر حاضر ( ه 11011 )، لعنصر حاضر معروف شكله العام للمتكلم ( و 11010 )، هو الصيغة: زيد.
هذا يدلّ على قيام المتكلم بتمييز (توصيف، اختيار) عنصر حاضر، من عنصر عام حاضر. أو اهتداء المتكلم إلى عنصر حاضر، من عنصر عام. أي هناك رابط متشكّل وحاضر (و) بين العنصر الذي اهتدى إليه المتكلم (ه) والعنصر (زيد).
منه نجد أنّ " هو " لا تقوم بالتعريف بالعنصر الغائب كما يقال، بل تقوم بإتمام تعريف المتكلم بعنصر حاضر؛ فيقوم بتمييزه من عنصر عام. (لأنه أصبح يعرف شكله وصفته، بعد أن كان يعرف شكله فقط).
لنتأمل الصيغة التالية كمثال: هي (سعاد). تعني:
معرفة المتكلم فقط لشكل وصفة عنصر حاضر ( ه 11011 )، لعنصر غائب (ياءَ) معروف الشكل فقط للمتكلم والمستمع ( ي 10110 )، هو الصيغة: سعاد.
هذا يدل على قيام المتكلم بتمييز (توصيف) عنصر حاضر، من عنصر عام غائب (هو ثنويّة لعنصر حاضر. لأن غياب عنصر يعني حضور ثنويته، والعكس بالعكس).
هذا يدل على تعريف المتكلم بثنوية عنصر حاضر، والثنويّة هنا تناسب التأنيث (االمصطلح سعاد)، لأنها ثنويّة التذكير (الأساس في الصياغة).
أمّا في حال عدم اتباع الصيغة " هي " بمؤنث، فلن تدل على التأنيث، مثل: هِيَاج ، هِيَار ، ... إلخ. ويقال: مات الرجل هِيَاماً.
لنتأمل الصيغة التالية كمثال: هُم (رجال). تعني:
معرفة المتكلم فقط لشكل وصفة عنصر حاضر (هـ)، لعنصر غائب معروف الشكل والصفة للمتكلم والمستمع (م)، هو الصيغة: رجال.
نجد أنّ الصيغة " هُمْ " ليس في معناها الجمع، بالتالي ليس ضرورياً أنْ تدل عليه، فهي تشبه الصيغة " ها "، إذ يصحّ القول: هُمْ جاء زيد. من الهمهمة.
ومثلها الصيغة: هُمُ (رجل واحد). وإذا أردنا الجمع يجب أنْ نكتبها: هُمُ (رجال).
لتكن الصيغة " كتابهُما "، ندرسها كما يلي: كتاب(ه(م(ا)).
أي نحن أمام العنصر (كتاب)، لعنصر هاء ( ه 11011 )، لعنصر غائب معروف تماماً (شكلاً وصفة) للمتكلم باستقلال عن المستمع ( م 10011 )، لعنصر متآلف ( ا 11111 ).
هذا يدلّ على أننا أمام العنصر (كتاب) الذي هاء للمتكلم، لعنصر غائب يخصّ المتكلم (م)، لعنصر متآلف (ا). وحتى يتحقق التآلف ينبغي أنْ لا يزيد العنصر العام عن اثنين.
بالتالي تخصّ الصيغة (هُما) عنصراً يخصّ المتكلم وثنائيّاً.
يمكن دراسة الصيغة " هُما " وفق ه(ما)، وتعني: عنصراً هاء (ه)، يخصّ المتكلم (م)، ومألوف (ا).
لتكن الصيغة " هُنّ نسوةٌ "، ندرسها كما يلي: هُ(نْ(نَ(نسوةٌ))).
تعني: تعريفاً بالهداية، لاسم (ن)، لاسم (ن). فهي تنتهي باسمٍ لاسم وهو المؤنث (اسم يتبع اسماً).
|