أ. كفاح حسن المطر
يهفو الوفاء إلى رحيق مدادها و يطوف باللقيا رحاب ودادها
يهتز بالآمال غصن صفائها حتى يجود زهـاؤه برشادها
تتنافس الأحلام إلا أنها تسمو بها نحو المـدى بمرادها
وتذوب في رحق النهى مشتاقة أن تصهر التقوى بحسن سدادها
لاحت لديها الأمنيات كـأنها فجـر تنامى في خصيب فؤادهـا
و سعت إلى حضن الطموح قريرة يتلألأ المعنى بلحظ رقادهـا
و غدت نخيلات القطيف تحوطها بحنانها و وفــائها و نضادها
تلتذ في سخو المنى أعذاقها فكـأنها صانت غراس مهادها
ما راعها درب الكفاح لأنها نسجت جسور سعائه بسهادها
حتى امتطت قمم الطموح شغوفة بسنائها و توثبت بجوادها
مدت شراع الصبر في طلب العلا و تجاذبت كالموج في ميعادهـا
نشدت عنادلها الفلاح فخــورة و توهـجت كالـدر في إنشادهــا
دوح التفاني قـد أشــاد بناءها قيما تسامى وعــيهـا بعمادهـا
أرخت لشمعات العلوم جناحها و تفننت بالـــود في إيقادهــا
فوجدن ينبوع العطاء كديمة يزهــو وعاء الفكر في إيرادهــا
عانقــن نور لبابها كحمائم تفـدي بمهجتها هــديل ريادها
فسكبن من روح التميز نهضة راياتها انسابت إلى أغمادهــا
فإذا توافدت العناصر حولها أحنى تفاعلها على آحادهــا
و إذا ارتقى مزج القواعد فلكها أبدت له الأحماض رهف سعادها
يُهدي لها الكيمياء رشفة سحره و يزف بوتقة الندى بغمادهـا
أيّونةُ الإخلاص شع مدارهـا و تبلورت ذراتها بقيادهـا
بثت حرارة نبضها برهافة وسـرى وميض دموعها بموادهـا
أوجدت بالكيمياء حقل كفاءة حُزِمَت مفاعله بوزن عتادها
بين اختزال و اتحاد أشرفت بنتاجها و شغافها و رفــادهـا
وهبتْ إلى التكريم بوح فَخْارِهـا فرنا النجاح إلى نمير بلادهـا
فإذا القناديل البهية طرزت تيجانها لتضوعَ في أعيادهـا
و تشيدَ بالذكرى الوفية منــبرًا يشتاق ناديـه جــمال عمـادهــا
أ ودادُ يا زهـرَ القطيف و ينعَها و عبيرَها الضافي على أمجـادهـا
أسرجتِ مصباحَ الحفاء بروحها و منحت منجزها إلى أكبادهـا
تيهي منارةَ قــدوةٍ علميـــةٍ كتبت كمالَ حضورِها بمـدادهـا