|
|
لغتنا العربية ، ولهجاتنا العامية
محمد فهمي يوسف
اللغة العربية الفصحى ( لغة القرآن الكريم ) لغة خالدة ، وهي لا تعادي اللهجات المحلية الدارجة ، بل تتعايش معها بل وتمدها بوشائج القرابة كلما احتاجت للتقرب والتآلف كلغات للتفاهم بين جماعات من القوم تجاورها في المكان والعادات
فالقرآن الكريم نزلببعض ألفاظ القبائل العربية في الجزيرة العربية وعرفنا عند علماء القراءات ما يطلق عليه ( القراءات العشر ) وما شلبه ذلك وأقرها رسول الله صلى الله عليه وسلم
وفي هذه المساهمة المتواضعة أضع أنموذجا للتقارب بيت العامية والفصحى ، وأضح الصلة بينهما في هذا المثال :
عندما تقول لصاحبك باللهجة المحلية التي يتحدث بها عامة الشعب معبرا عن شوقك لرؤيته :
( عاوِزْ أشوفك بدلا من قولنا في الفصحى : أريد أن أراك !
فهو قريب من الفصحى
تقول اللغة : شاف الشيءَ جَلاهُ ، وتشوَّفْتُ إلى الشيءِ: تطلعتُ إليه
الشيءُ: إِذا احتاج إِليه فلم يقدر عليه أعْوَزَهُ
فمعنى شاف في اللغة العربية أي : رأى بوضوحٍ وجلاء
فالمراد من الجملة هنا هو : أنا محتاج إلى رؤيتك بوضوح
وهكذا نجد كثيرا مما يقوله العامة في تفاههم باللغة المحلية الدارجة ربما يربطه باللغة العربية الأم الفصحى صلة ما من قريب أو بعيد ، لكنا لا نحبذ الحديث بين أهل اللغة العربية بتلك اللهجات التي تفرق بين أهل القرآن الكريم واللغة العربية لغة البيان الحكيم بل ندعو إلى التمسك باللغة العربية وتسهيلها على الناس لجذب قلوبهم إليها للتعاضد والتناصر والوحدة التي تجمع العرب في شتى البلاد العربية
وكما ندعو إلى تعلم لغة الأجانب للتعامل معهم في كل ما تحتاجه الحياة من علوم وثقافات ومخترعات حديثة تفيد الإنسانية جمعاء ، وتجعلنا نفهم ما يكنونه من حب أو عداوة وخداع فنحذرهم أو نتعايش معهم على مستوى من العزة والكرامة اللائقة بالمسلمين
والله المستعان
|
|
|
|
|