أحمد منصور
انطلقت فى دبى صباح أمس السبت المرحلة النهائية لتصفيات تحدى القراءة العربى بدورته الأولى والذى ينعقد تحت رعاية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبى، والبالغة مجموع جوائزه أكثر من 11 مليون درهم، مما يجعله أكبر مشروع إقليمى عربى لتشجيع القراءة لدى الطلاب فى العالم العربى وصولاً لإبراز جيل جديد مثقف واعٍ متفوق فى مجال الاطلاع والقراءة وشغف المعرفة.
وأعلنت اللجنة العليا لتحدى القراءة العربى، فى بيان صحفى، عن بدء التصفيات النهائية على مدار يومى أمس السبت واليوم الأحد حيث سيخضع المرشحون الـ 18 إلى اختبارات إضافية لاختيار ثلاثة منهم سيتعين عليهم اجتياز اختبار أخير أثناء الحفل الختامى يوم غد الاثنين الموافق 24 أكتوبر الجارى ليتم من بعدها الإعلان عن تتويج بطل الدورة الأولى من تحدى القراءة العربى 2015 – 2016 والذى سيحظى بجائزة تبلغ 550 ألف درهم إماراتي. .
وقد وصل أمس إلى الدولة وفود من 21 دولة ضمت 240 طالباً للمشاركة فى فعاليات التصفيات النهائية للدورة الأولى من تحدى القراءة العربي، بعدما تفوقوا على أكثر من 3.5 مليون طالباً وطالبة شاركوا ضمن 3 تصفيات إقليمية نفذت خلال الفترة من سبتمبر 2015 لغاية مايو الماضى 2016 وفقاً لقواعد وضوابط تحدى تحدى القراءة العربى الموضوعة بناء على أفضل المعايير العالمية.
كما أعلنت اللجنة العليا عن المدارس الخمسة التى تتنافس على لقب أفضل مدرسة فى التشجيع على القراءة فى العالم العربى للفوز بالجائزة الكبرى البالغة مليون دولار أمريكي، وسيتم تكريم مدير المدرسة الفائزة أثناء الحفل الختامى.
وقال سعيد محمد العطر، الأمين العام المساعد، مبادرات محمد بن راشد العالمية: "تحدى القراءة العربى هو أحد ثمرات ومشاريع مبادرات محمد بن راشد العالمية التى نتطلع من خلالها إلى دعم وتعزيز العمل الإنسانى والتنموى والاجتماعي، والقراءة هى السبيل الأمثل وذات الأثر الأكبر على المجتمعات العربية والعالمية عبر مواجهة التحديات التى تعيق تقدمها كالفقر والمرض والجهل.
وأضاف: " يتطلع الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم من خلال تحدى القراءة العربى إلى نشر المعرفة والثقافة والتعليم، وترسيخ ثقافة جديدة فى المجتمعات تقوم على التسامح والانفتاح الحضارى والثقافى للتأسيس لمجتمعات قادرة على الإنجاز والعمل بعيدا عن خطابات الإقصاء والتطرف والتمييز"، واعتبر أن تحدى القراءة العربى يبرز كأداة أساسية فى نشر ثقافة القراءة واستعادة أهمية القراءة والكتاب كأداة حضارية وتنموية. كما تأتى هذه المبادرة لتؤسس لجيل جديد مثقف وواعٍ يتسم بالاطلاع والمعرفة واتساع الأفق.
واختتم العطر: "هذا التحدى هو مشروع حضارى يستثمر فى الأجيال القادمة التى ستصنع نهضة عالمنا العربي، فغرس حب القراءة فى نفوس الصغار هو غرس لأسس التحضر والتفوق وسيكون له دور حاسم فى مكافحة الآفات المجتمعية ونشر المعرفة وتمكين مجتمعاتنا لتعود وتضطلع بدورها الحضارى ومساهمتها فى تقدم البشرية".
هذا وشهد اليوم الأول تنافس الطلبة فاطمة النعيمى بطلة دولة الإمارات العربية المتحدة، وكل من الطالب عالى مزى والطالب مروان حمدى بطلا المملكة المغربية، وياسمين بنت صلاح سالمى بطلة الجمهورية التونسية، وإيدوم ولد شبيه ولد بيد بطل جمهورية موريتانيا، وعهد خالد محمد الأمين بطل جمهورية السودان، وجودى ماهر عبدالله بطلة الجمهورية اللبنانية، وذلك بهدف قياس قدراتهم الإبداعية ومدى الاستفادة المتحققة من قراءة الكتب الخمسين.
وحول الموضوع قالت نجلاء الشامسى أمين عام مشروع تحدى القراءة العربى، إننا سعداء بهذه التظاهرة الثقافية الحضارية واستضافة نخبة من العقول العربية اليافعة التى ينتظرها مستقبل مشرق، لقد انبهرنا بالمستوى المتميز الذى قدمه كافة المترشحون فى اليوم الأول، ونتوقع أن نشهد المزيد من المنافسة المحتدمة فى طريقنا نحو اختيار المرشحين النهائيين. وبشكل عام فإننا نعتبر كل الطلبة المشاركين بالتحدى الذى وصلوا إلى النهائيات أو شاركوا بالتحدى فائزين، فالهدف الرئيسى من التحدى يكمن فى غرس محبة القراءة فى نفوس الجيل الصاعد وتحويلها إلى أسلوب حياة.
وأضافت "الشامسى"، نريد من خلال هذا التحدى إعادة روح المعرفة إلى أمة "اقرأ"، عبر تأسيس جيل يتغذى على القراءة والمعرفة ويتخذ منها أسلوب حياة. طموحنا تغيير واقع القراءة العربى وتنمية مهارات الطلاب فى التفكير والتحليل والنقد والتعبير، وتعزيز قيم التسامح والانفتاح الفكرى والثقافى لديهم، من خلال تعريفهم بأفكار الكتاب والمفكرين والفلاسفة بخلفياتهم المتنوعة وتجاربهم الواسعة، فى نطاقات ثقافية متعددة. ونأمل أن تسهم هذه المبادرة فى بناء شبكة من القراء العرب الناشئين، وتفعيل التواصل بينهم لبناء تجمع ثقافى عربي، وتعزيز الحس الوطنى والعربى والشعور بالانتماء إلى أمة واحدة".
وأكدت "الشامسى"، بأن الدورة الأولى ستخضع لمراجعة لرفع مستويات الأداء فى الدورات القادمة، إضافة إلى تحفيز المزيد من المدارس والطلبة للمشاركة فى التحدى وتشجيع مشاركة المزيد من الدول العربية والرعايا العرب المقيمين فى الدول الأجنبية وكافة متعلمى اللغة العربية من غير الناطقين بها.
هذا وأعلنت اللجنة العليا عن قائمة المدارس المتميزة المرشحة للنهائيات وهى خمس مدارس سيتم اختيار إحداها لتنال لقب المدرسة المتميزة على مستوى تحدى القراءة العربى والتى سيعلن عن اسمها فى الحفل الختامى يوم الاثنين وتكريمها بجائزة تبلغ قيمتها مليون دولار أميركى.
وضمت قائمة المدارس المتميزة التى سيتم اختيار إحداها لتكون المدرسة الفائزة بتحدى القراءة العربى، مدرسة طلائع الأمل الثانوية من دولة فلسطين والتى تضم صفوفاً من المرحلة الابتدائية إلى الصف الحادى عشر، ويبلغ مجمل عدد طلابها 3100 طالب شارك منهم 800 طالب فى التحدى، واستحقّت مدرسة طلائع الأمل الثانوية، فى مدينة نابلس، أن تكون ضمن قائمة المدارس التى بلغت نهائيات "تحدى القراءة العربى" لأسباب عدة؛ فقد وضعت إدارتها خططاً سنوية ومرحلية دقيقة للمشاركة فى التحدى، وشكّلت القراءة، كنشاط، أحد العناصر الرئيسية فى جدول الحصص المدرسى، مع تخصيص 20 دقيقة يومياً للقراءة لجميع الطلاب، دون استثناء، من الصف الأول وحتى الحادى عشر، وتتميز مكتبة المدرسة بتنظيمها المميز، لتوفّر الاستفادة القصوى لطلابها وطلاب المدارس الأخرى، كما تولى الإدارة اهتماماً خاصاً بالمكتبات الموجودة داخل الصفوف. وخلال العام الدراسى الماضي، وطيلة فترة مسابقة التحدي، شهدت المدرسة تنظيم حلقات نقاش حول بعض الكتب التى قرأها الطلاب، لأغراض المتابعة والتقييم، كما حرصت الإدارة على استغلال العطلات المدرسية فى توجيه الطلاب للقراءة التى تخدم برنامج التحدى.
وتأهلت أيضاً مدارس الإيمان – قسم البنات من مملكة البحرين والتى يبلغ مجمل عدد طالباتها 644 طالبة وشارك فى التحدى 118 طالبة منهن. وبرزت مدارس الإيمان فى "تحدّى القراءة العربي" نتيجة لعوامل عدّة، فقد تميّزت من خلال فريق العمل المتكامل الذى تم تشكيله لتلبية متطلبات التحدى وتحقيق أهداف المشروع. وطيلة العام الدراسي، خضعت القراءات الطلابية للمتابعة والتقييم والتوجيه، مع التركيز على القراءة التى تعزّز القيم والأهداف النبيلة. كذلك، حرصت إدارة المدارس على الترويج لشعار التحدّى فى عدد كبير من منتجاتها، كالكتيّبات والمطبوعات، والكتب المهداة، وديكور المكتبة وغيرها. ولم تكتفِ بإثراء مكتبتها وتطويرها وتنويعها، حيث زاد حجمها هذا العام بأكثر من الربع بسبب مشروع تحدى القراءة العربي، وإنما ساهمت فى تأسيس مكتبات فى عدد من المدارس والمراكز، ممارسةً دورها فى خدمة المجتمع على أكمل وجه.
كما تأهلت أيضاً المدارس الأمريكية للغات من جمهورية مصر العربية والتى تضم صفوفاً من المرحلة الابتدائية ولغاية الصف التاسع، ويبلغ مجموع عدد طلبتها 861 طالباً شارك منهم فى التحدى 572 طالباً، ومن بين الأسباب التى أهّلت المدارس الأمريكية للغات لبلوغ الترشيحات النهائية نجاحها فى استقطاب أكبر عدد من الطلاب بالنسبة لإجمالى عدد الطلاب لخوض "تحدى القراءة العربي" من خلال استغلال وسائل التواصل الاجتماعى فى الترويج للمسابقة وحوافزها، كما تفوّقت المدرسة على العديد من المدارس الأخرى المشاركة فى عدد الفائزين من طلابها على مستوى المحافظة والدولة. وحرص المشرفون فى المدرسة على برنامج التحدى على استغلال العطل المدرسية للقراءة ومتابعة تقدّم الطلاب وتوجيههم. كذلك، تعد المكتبة من أهم مرافق المدرسة، حيث يسعى القائمون عليها على إثراء محتواها باستمرار.
ومن الجزائر ترشحت للنهائيات مدرسة تاونزة العلمية والتى تضم صفوفاً من المرحلة التحضيرية لغاية الصف الحادى عشر، وتضم 622 طالباً شارك منهم 415 طالباً. وقد برزت المدرسة على صعيد اللغة العربية، فعلى الرغم من أن المدرسة تقع فى مدينة غرداية شمال صحراء الجزائر، وهى منطقة ذات أصول أمازيغية، فإن المدرسة تولى اللغة العربية اهتماماً بالغاً. وما يميزها عن مدارس أخرى أنها، وإلى جانب مكتبة المدرسة، اعتمدت فكرة المكتبة المفتوحة للطلبة فى كل غرفها الصفية وممراتها، بقدر ما تسمح به إمكاناتها، الأمر الذى أسهم فى الإعلاء من شأن الكتاب والقراءة وسط الطلبة والمعلّمين. وحرصت إدارة المدرسة أيضاً، لتعزيز فرص طلبتها للفوز فى "تحدى القراءة العربي"، على استغلال العطلة الصيفية والعطلة النصفية فى تنظيم مسابقات فى المطالعة لطلبتها داخل الحرم المدرسي.
وأخيراً ترشحت مجموعة مدارس ابن تيمية عن المملكة المغربية والتى تضم 950 طالباً شارك منهم 300 طالب فى التحدي. وقد سعت إدارة المدرسة إلى تسخير كافة الموارد البشرية والمادية المتاحة فى خدمة أهداف برنامج "تحدى القراءة العربي". وقامت فى سبيل ذلك بتطوير المكتبة وتحسينها وتنويعها، لتشجيع أكبر عدد من الطلاب للمشاركة فى التحدي. كما استثمرت وسائل التواصل الاجتماعى بفاعلية للترويج للمسابقة. كذلك، حرص القائمون على المدرسة على تشكيل فريق متكامل من المعلمين والمشرفين لتحفيز الطلبة وتدريبهم ومتابعتهم والإشراف عليهم، ضمن تخطيط وتنظيم فعّاليْن، ممّا أسهم فى رفع نسبة المشاركين من الطلاب وعدد الفائزين.
جدير بالذكر أن تحدى القراءة العربى ومنذ انطلاقه يحظى باهتمام ودعم مباشر من قبل الشيخ محمد بن راشد آل متكوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبى "رعاه الله" وخصوصاً على المستوى الوطنى حيث يسعى سموه لتكريس حب القراءة والمطالعة لدى شباب الوطن، وكان سموه وكبادرة تشجيعية كريمة استقبل فى مايو الماضى الطلبة الذين أحرزوا المراكز الأولى على مستوى دولة الإمارات العربية المتحدة فى التصفيات المحلية للمسابقة وقدم لهم شهادات تكريم وقعها سموه لهم خلال الحدث، والطلبة العشرة الأوائل على مستوى الدولة هم فاطمة أحمد النعيمي، ولطيفة عتيق الشامسي، وليال إيهاب اسحق، وشماء خالد المهيري، وفاطمة فرج الأميري، وشيخة سعيد المزروعي، ومها مراد، وآلاء رجب حمود، وأناة ضرغام، ونورة عبدالله راشد.
ومشروع تحدى القراءة العربى يعتبر إضافة نوعية للجهود الحثيثة لدولة الإمارات على صعيد خدمة محيطها العربى حيث يهدف إلى تشجيع القراءة بشكل مستدام ومنتظم عبر نظام متكامل من المتابعة للطلبة طيلة العام الأكاديمي، هذا بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من الحوافز المالية والتشجيعية للمدارس والطلبة والمشرفين المشاركين من جميع أنحاء العالم العربى بقيمة جوائز إجمالية تصل إلى 11 مليون درهم. وتتمحور رسالة المشروع حول إحداث نهضة فى القراءة عبر وصول مشروع تحدى القراءة العربى إلى جميع الطلبة فى مدارس الوطن العربي، وفى مرحلة لاحقة أبناء الجاليات العربية فى الدول الأجنبية، ومتعلمى اللغة العربية من غير الناطقين بها.
اليوم السابع