سلام يوسف نصر
إنه حقاً لشيء مثير للاستياء ان تصل الموضة الى اللغة، الموضة التي دخلت حياتنا وقلبتها رأساً على عقب وأنهكتنا، فما عدنا نأكل إلا على الموضة، ولا نشرب ولا نلبس إلا على الموضة، ولا نمشي إلا على الموضة، ولا نفكر ولا نبكي إلا على الموضة، الموضة التي خرّبت حياتنا وهددتها بالدمار وقيّدتنا بسلاسلها ولم نعد نستطيع أن ننفلت منها.
ولكن أن تصل الموضة الى لغتنا فهذا حقاً لشيء مقرف، فوالله بتُّ أشعر ومعي الآلاف، بالاشمئزاز والقرف من متابعة التلفزيون والإذاعات حيث تظهر المذيعة على الشاشة أو المذياع وهي تقرأ برنامجاً ما أو عرضاً لوقائع اليوم أو عبر برنامج غداً نلتقي وعبر البرامج التلفزيونية الأخرى ولا يُفهم من كلامها شيء وكأنها طفل لا يعرف من اللغة شيئاً ولو لم يكن أحدنا يعرف بذكائه ما يُقال لتاه عبر كلماتها المحرَّف بعض حروفها.
ففي غداً نلتقي على سبيل المثال لا الحصر حيث تظهر بعض المذيعات على الشاشة مزهوة بنفسها وهي تمارس موضة تحريف الكلام فتشعر بنفسها وكأنها ملكت القلعة!! فالحروف التي يتم تحريفها هي (صضطظ) وتقلب الى (سدتز). وإليكم أمثلة لما سبق، وهي مأخوذة عن تلفزيوننا السوري.
برج السرطان - السرتان الطرف الآخر - الترف الآخر.
تصبحون على خير ـ تسبحون على خير اتصال هاتفي ـ اتسال هاتفي.
اقتصاد ـ اقتساد استنباط ـ استنبات.
مرض ـ مرد ـ القنيطرة ـ القنيترة.
قطنا½ قتنا أيضاً½ أيداً.
تفضل½ تفدّل يتطلع الى المستقبل½ يتتلع الى المستقبل.
ظهر½ زهر حمص½ حمس.
صيدلية½ سيدلية صالون سالون.
بطاطا½ بتاتا الصحافة½ السحافة.
الصحابة½ السحابة صداقة½ سداقة.
فأي لغة تلك؟؟ وأي موضة تلك التي يفرضونها علينا أطفالاً وكباراً؟؟ لقد شوّهوا عقول الصغار والكبار بتلك الموضة اللغوية التي أتوا بها من الخارج، واللغة العربية بريئة من أمثال هؤلاء الذين تنكّروا للغتهم وأساؤوا لها ويحاولون بتحريفها محو جذورها من التاريخ، واللغة العربية من أجمل لغات العالم، وهي لغة القرآن الكريم ويجب أن نفخر بها ونعتز، لا أن نُدخل عليها الموضة التي تشوّه صورتها الحسنة والبهية التي عرفناها مذ خُلقنا.
إنها «لمسخرة» حقيقية ما تتعرض له لغتنا العربية على القنوات العربية الفضائية والإذاعية والجميع من المسؤولين يقف صامتاً أمام ما يجري من إساءة للغتنا العربية بتحريف بعض حروفها، وأتوجه من على هذا المنبر الحر (منبر تشرين) بالنداء الحار الى كل الهيئات الإذاعية والفضائية العربية والسورية ومديريها بإيقاف هذه «المسخرة» التي ستقضي على فلذة أكبادنا وتشوّه لغتهم وتقضي على سلامة النطق لديهم وتحفزهم على التقليد ومجاراة تلك الموضة وتبث الكره لديهم للغة العربية، فأي فائدة يحققها المشاهد من سماعه ومشاهدته لبرنامج لا يتحدث مقدمه إلا بلغة التحريف، تلك الموضة الدارجة هذه الأيام عبر الأغاني والبرامج التي غزت التلفزة العربية والتي تجعلنا لا نعرف عمّا يتحدّثون؟؟
وأرجو ألا يُحرّف من المقال شيء ولكم حبي وشكري.
تشرين