للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  دعوة للمشاركة والحضور           المؤتمر الدولي العاشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

أفكــار ..اللغة العربية وتبسيطها

صقر عليشي

 -1-
صديقي الروسي «سيرغي» الذي درس اللغة العربية وتخرج من معهد الاستشراق في موسكو، وجاء إلى دمشق وسكن فيها سبع سنواتٍ طباقاً، قال لي بحسرة في أيامه الأخيرة قبل أن يغادر دمشق،
 إنه يترجم بسهولة إلى الروسية من الفرنسية والانكليزية، اللتين تعلمهما بجهد شخصي، لكنه لا يجرؤ على ترجمة صفحة من العربية! وهي اللغة التي درسها أكاديمياً وعاش بين أهلها هذه السنوات السبع، وأمضى الأيام والليالي في تعب عليها.. على من نضع الحق في مثل هذه الحالة: على صديقنا؟ أم على هذه اللغة؟
-2-
اللغة العربية لغة صعبة لا جدال في ذلك، ليس على الأجانب فحسب بل على أبناء جلدتها أيضاً، وكلنا يعرف هذا، إنما حتى هذا التاريخ لم يتم التحرك جدياً لتبسيطها وتسهيلها على الدارسين، وبين وقت وآخر نسمع جعجعة ولكن لا نرى طحناً، رغم أن في تبسيطها منفعة جدية عامة تخدمنا وتخدم هذه اللغة ذاتها، وحين يتحرك أحد ما في هذا الاتجاه مبدياً بعض الآراء الجدية تتم مواجهته ومحاصرته بالتخوين والمس بالمقدس.
-3-
يعاني طلبة اللغة في جامعاتنا من أساليب التدريس التي تعتمد أسلوب الحشو والحفظ، وهو أسلوب يعتقل الذهن، ويعطل فيه بوادر الإبداع والاجتهاد والتفكير مع مرور الأيام.
في تدريس مادة النحو، تهيمن «ألفية ابن مالك» على المنهج وهي إحدى المصائب الكبيرة في هذا المجال، وإذا كانت مادة النحو من أكثر ما يكرهه الطالب في هذه اللغة، فإن «ألفية ابن مالك» تضاعف هذا الكره مرات، ويمكن أن نسميها حسب التسميات الدارجة هذه الأيام بـ «كتيبة ابن مالك للتطفيش».
هذه الألفية السمجة يجب أن تلغى نهائياً من حياتنا، وحتى بقاء نسخة منها في إحدى المكتبات العامة كثير عليها، ويكفي هدر وقت الطلاب عليها دون جدوى.
-4-
لم يتخلف «مجمع اللغة العربية» عن نجدة هذه اللغة أبداً، فهو لا يني يخرج لنا الكتب الميتة، ويدقق، ويحقق، إلا أنه لا يستطيع بثَّ أي حياة فيها.
كيف ننسى له فضله، فهو الذي سمى لنا الراديو بالمذياع، والتلفزيون بالرائي، ولا أعرف كيف سماه «الرائي» وهو «المرئي». هل اعتمد في ذلك على فتاوى ابن تيمية مثلاً!
وأخيراً أطلق على «الانترنيت» اسم «الشابكة» وهو مصر على هذا، ومن وقتها لا نجد أحداً يتلفظ بكلمة انترنيت، وأصحاب مقاهي الانترنيت غيروا فوراً أسماءها وسموها «مقاهي الشابكة».
ولا ننسى أن نشكره أيضاً، لأنه وبعد اجتماعات ومداولات امتدت حوالي قرن من الزمن، أضاف إلى معجم العربية فعل «زعل»، وقبل هذا العمل لم يكن من السهل على الناس أن يعبروا عن زعلهم. يمكن لهذا «المجمع» أن يكون مفيداً في أنه يقدم بين الفينة والأخرى مادة للتندر والترفيه عن النفوس، هذا لا يمكن إنكاره.

تشرين

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية