|
|
شعاع.. قانون استخدام اللغة العربية
حسين الإبراهيم
في اجتماع خبراء المحتوى الرقمي العربي الذي عقد مؤخراً في القاهرة، بهدف وضع استراتيجية عربية في موضوع المحتوى، كي يكون للعرب مكانهم في المجتمع الرقمي العالمي، تجاوز البعض كل الحدود، وراح يحاضر ويقترح ويناقش باللغة الإنكليزية، دون أن يشعر بحرج في ذلك.
أحد المشاركين (وهو عضو في جمعية التعريب المصرية) أرسل إلي ورقة كتب فيها محتجاً:
هل هو محتوى عربي أم محتوى إنكليزي؟ وتساءل: ترى هل ستصدر توصيات عربية أم إنكليزية؟
مندوب الاتحاد الدولي للاتصالات قدم مداخلة قال فيها: ان وضع التحدث في مثل هذه الاجتماعات باللغة الإنكليزية مسيء جداً للعرب أمام الهيئات الدولية، هذا إضافة إلى أنه مسيء للغة العربية بحد ذاتها، وطالب بتوصية واضحة تؤكد على أن تكون المداخلات باللغة العربية حصراً، لأن المنظمات الدولية تنفق الكثير من أجل ترجمة مخرجاتها إلى اللغة العربية، وإذا شعرت أن العرب لايحترمون لغتهم، فهي ليست مضطرة لذلك.
كل ذلك لم يغير في الموضوع شيئاً، لابل زاد الموضوع عن حده في الاستهتار لدرجة أن رئيس الجلسة راح يمزج بين اللغة العربية والإنكليزية حتى حار المترجمون في أي لغة يترجمون.
الزميل فداء الجندي الصحفي في دبي دعي مؤخراً لتقديم بحث في دمشق مؤخراً في إحدى ورشات العمل حول موضوع البرمجيات، وطلب إليه أن يكون البحث باللغة الإنكليزية، لكنه عندما قدم البحث رفض أن يقدمه بالإنكليزية، لأنه رأى في هذا ـ وفي دمشق بالذات ـ كفراً مابعده كفر، فكان أن فتح الطريق لغيره كي يتحدث بالعربية.
لكن وبالرغم من هذا الموقف تأتيه دعوة قبل أيام لإلقاء بحث في حلب في إحدى ورشات العمل شريطة أن يكون البحث بإحدى اللغتين الإنكليزية أو الفرنسية، فجن جنونه وأعلن للملأ أن أي دعوة ستطلب منه تقديم بحث بلغة غير العربية في البلدان العربية لن يكون مصيرها إلا سلة المهملات.
هكذا نتعامل مع لغتنا، اللغة الجامعة، التي يحسدنا العالم على تغطيتها لدول كثيرة، ولتجذرها في التاريخ والحضارة الإنسانية.
اليوم نفكر بمحتوى عربي، فما هو موقع المحتوى الشفوي العربي في هذا، هل يقبل أحد أن يكون هذا المحتوى هجيناً أو ناطقاً بلغة أخرى؟
لقد بلغ الاستهتار بهذه اللغة مابلغ، دون أن يكون هناك ماهو جدي في مواجهة هذا الخطر الداهم...
إننا ـ للأسف ـ أصبحنا بحاجة إلى قرارات تصدر على أعلى المستويات لمواجهة هذا الزحف التهجيني، لأن في خطورته ماهو أشد من أي خطورة أخرى، قرارات من الجامعة العربية ومن الإدارات العربية تقول لنا: ياعرب ... تحدثوا العربية
تشرين
|
|
|
|
|