|
|
أهمية اعتماد اللغة العربية في الانترنت
حسين العلي
إن اللغات العالمية الرئيسية المعتمدة لدى الهيئة الدولية )هيئة الأمم المتحدة(هي التي تعتمدها شبكة الاتصالات الدولية )الانترنت( وهي: الإنجليزية والفرنسية والروسية والصينية وأخيراً فقد بدأت اللغة العربية تأخذ موقعها على الشبكة المذكورة كلغة خامسة وبهذا أكثر من مكسب ومعنى.
فاللغة العربية التي ينطق أبناؤها الذين يزيدون على (270) مليون نسمة أي ما يعادل ربع مليار فرد لـ)حرام(أن يفتش الناطقون بها عن لغة أجنبية لتكون معتمدهم على أجهزة الانترنت خاصة أن العربية هي اليوم لغة كفوءة من حيث إشغال مركزها العالمي بين اللغات الأكثر شهرة في العالم والتي أدخلتها الهيئة الدولية كإحدى لغاتها الرسمية منذ ما زاد على (25) سنة خلت.
وتأتي ضرورة اعتماد اللغة العربية على الانترنت كـ)لغة انترنت( ستساعد المجتمع العربي على مواكبات أفضل وأسرع بما يحدث في العالم فذلك أنسب طريق عملي للوقوف على ما يحدث في العالم )بما فيه وما عليه)فمنذ فترة طرحت فكرة لغوية خبيثة مفادها أن تحرج كل المجتمعات عبر وضعها أمام خيارات... أما أن تصبح لغة الانترنت هي الإنجليزية أو أن تتاح الفرصة لاعتماد لغات عالمية غيرها بما في ذلك اعتماد الانترنت لكل اللغات التي تعتمدها المجتمعات ولا تقتصر الحال على اللغات الموثقة في التداول الرسمي لدى المنظمة الدولية التي مر تعدادها آنفاً.
ولأن الموضوع مرتبط بعملية التنمية في كل بلد فإن ما يخشى من فكرة اعتماد الإنجليزية كـ(لغة وحيدة( في الانترنت أن تكون خطة استعمارية جديدة يريد بها الغرب السيطرة على العالم عبر هذه اللغة التي أخذت سعة في تداولها على حساب العديد من لغات العالم ومناطق بلدانية عديدة.
لذا فإن اعتماد العربية في الانترنت يتطلب بطبيعة الحال إنجاز نظام انترنيتي خاص بعارفي اللغة العربية حيث ان استخدامات الانترنت والكمبيوتر آخذة بالتصاعد على مختلف الصعد الرسمية والاجتماعية وهذا ما يضفي إجلالاً للعربية أن تلعب دوراً بناءً في تحقيق وتائر أعلى في ميادين مثل )التنمية والتعليم والاستثمار..( ومن المعروف أن إصدار تشريعات عربية بهذا الخصوص.
ومن الأخبار المفرحة حول إعطاء أدوار متكافئة لكل لغات العالم الحية أن المؤتمر العام لمنظمة التربية والثقافة والعلوم (اليونسكو)حين عقد دورته الـ(32) في باريس قبل زهاء سنتين أفرد نصين حول تكنولوجيا الاتصال والمعلوماتية إذ تمت الموافقة على جواز تعدد اللغات المستخدمة على شبكة الانترنت مما فُسر أن اليونسكو قد عززت التعددية اللغوية دون أي تفضيل لغة على لغة حتى لو كانت لغة متقدمة على لغة محلية غير متقدمة.
إن في اعتماد اللغة العربية اليوم على الانترنت فرصة عظيمة وجديدة فإذا ما أحُسن الاستفادة العملية والمعنوية منها لأمكن أن يكون ذلك أعظم دعاية لها كأن تأخذ العربية المواقع العالمية والعالية عبر اعتمادها العلمي الذي بدونه لا يمكن أن تفوز العربية بأي استقطاب تعاملي يحظى بـ(الخاتمة( المطلوبة فاللغة العربية لا تضاد لغة أخرى لكنها تستعمل حقاً متاحاً لغيرها من اللغات الحية.
تشرين
|
|
|
|
|