أ. كفاح حسن المطر
يسري الجمال بخافقيك جليلا و يتوق أن يصفو إليك خليلا
و يصون أهداب النجابة هائمًا في خفقـة لا تقبـل التأويلا
يرنو إلى عرش البهاء بمقــلة ضفراء يلثمها الحنان جـذيلا
بسماتها عقد تلألأ فنــه بالمفرداتِ متوجـًا إكليلا
في حفلكِ الميمون طيفُ عرائسٍ شعت إليكِ فألُهِمت قنـديلا
فإذا البيانُ مـوائدٌ مـوهــوبةٌ غرست لأمجاد العروبة جيــلا
جـيلا يرى الضاد البهية مـوئلا و يرى البلاغة للنهوض وسيــلا
ويرى عذوق الصرف نبض مفاخر كُسـيت رداء قداسة و خميـــلا
عزّ النظير على اللغات فلم نجد في حضنهن مدى الزمان مثيلا
ترسو على الجودي ديمةُ فضلها إذ لم تجد نحو النجاة سبيلا
و جنانتها القرآن و هي حفيـة بالوحي حين تصافح الإنجيـلا
فكأنها العذراء تحضن طهرهـا و تصوغ من أنس الجوى التبتيلا
فهي العروبة ما تنفس غصنها إلا لتجني عزة و نخيــلا
يأبى وعاء الفكر منها زلة تذرُ الفصيح من الجَنان قتيــلا
و يحول حصن الوعي دون عثارها و يقـرً في أجفانها مكحولا
فكأن مصباح العلوم خميلة مازال نور قطافها مجبولا
وجدته غايات الحضارة موئلا و سقته أنواء الفنون أصيلا
ما زلت إيوان المعارف زاخرًا سـفرًا تأرج في الزمان أثيلا
يا نهرَ بوحِ الساقيات و وجدها و جوىً هنا لا يرتجي التمثيلا
فإذا صدحتِ الماء همَّ كأنه أنشودةُ تتنفسُ الترتيلا