للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  دعوة للمشاركة والحضور           المؤتمر الدولي العاشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

أوراق ..الإذاعة والتلفزيون وتمكين اللغة العربية

عمار أبو عابد

 على مدى سنوات عديدة انقضت، ساد توجه في تلفزيوننا وإذاعتنا، يفضل اللهجة العامية في البرامج وفقرات البث الصباحي أو المباشر، لأنه يعتبر اللغة العربية الفصيحة، لغة غير جاذبة للمشاهد أو المستمع، حتى أن بعض المعدين المحبين لهذه اللغة، كانوا يضطرون إلى تحويل نصوصهم إلى اللهجة العامية، حتى يُجاز بثها، وذلك بحجة أن العربية الفصيحة جافة وغير عصرية!.

ولم تنج من هذا التوجه الغريب سوى نشرات الأخبار والبرامج السياسية، ولو ترك الحبل على غاربه لأصحاب الأمزجة لخلت هيئة الإذاعة والتلفزيون من اللغة الفصيحة، ذلك أن مقدماً حاور محمود درويش قبل رحيله باللهجة العامية!. فيما يفترض أنه برنامج ثقافي، رغم أن هذا المقدم يراسل قناة لبنانية، ولا يجرؤ على الحديث بالعامية!. ‏

ومع سيادة العامية على برامج التلفزيون والإذاعة، فإن عدداً من المذيعين والمذيعات قد انغمسوا فيها، وارتاحوا إليها، لأنها تعفيهم من الرفع والنصب والجر، ولأنها تتيح لبعض منهم أن يثرثر كثيراً، وأن يحتكر الكاميرا أو الميكروفون لوقت أطول، دون أن يقول كلاماً مفيداً. والشاهد في ذلك أن نصاً بالعامية يحتل صفحة كاملة، يمكن التعبير عنه بربع صفحة أو أقل باللغة الفصيحة، بحيث تعبّر عن المضمون والمعنى كاملين، وبالتالي فإن ثلاثة أرباع الصفحة هي إسفاف ومن لزوم ما لا يلزم. ‏

للأسف فقد سادت هذه الموجة، حتى أصبح المعد أو المقدم الذي يلتزم بالعربية الفصيحة، يتهم بالجمود وعدم العصرية، وعدم الاستجابة لمزاج أصحاب مقولة (الجمهور عايز كده!)، وزاد الأمر، فأصبح بعضهم وبعضهن يردف العامية بكلمات أجنبية مثل (أوكي، وهاي وباي وما شاكلهما)، وذلك في محاولة للظهور بمظهر العصري والعصرية، مع أن معظم هؤلاء لا يستطيعون أن يركبوا جملة واحدة بالإنكليزية!. ‏

وفي الدعوة إلى إعادة الاعتبار للغة الفصيحة في الإذاعة والتلفزيون، لن نستشهد أو ندعم دعوتنا بآراء أي من أعلام اللغة العربية، أو بأقوال مفكري العروبة كساطع الحصري وزكي الأرسوزي، ولن نتوقف عند موقف ورأي الدكتور محمود السيد رئيس لجنة تمكين اللغة العربية على أهمية كل ما سلف، بل سنتخذ مثالاً: إذاعة وتلفزيون BBC البريطانيين والناطقين بالعربية، فهما لا يبثان إلا بلغة عربية فصيحة، لسبب بسيط هو رغبتهما بالوصول إلى جميع المستمعين والمشاهدين العرب، وطالما أننا نستفيد من خبرات BBC في تدريب بعض العاملين في إذاعتنا وتلفزيوننا، فلماذا لا نستفيد من خبرتها في الإصرار على استخدام العربية الفصيحة حصراً، وهل تكون BBC أشد تمسكاً بلغتنا القومية الجامعة منا؟! ‏

إن الأسباب التي سيقت وتُساق لتبرير تعميم استخدام العامية، لا تصمد أمام أي نقاش موضوعي ونزيه، وإنما هي مجرد وجهة نظر ومزاج ليس إلا، وقد حان الوقت ومع ورشة العمل الجديدة التي تشهدها أروقة الإذاعة والتلفزيون أن نلتفت إلى هذه المسألة، وأن ننظر في الاستخدامات المتزايدة للهجة العامية وتطعيمها بمفردات أجنبية. وذلك كي نرتقي بلغة البرامج من العامية إلى اللغة الفصيحة ما أمكننا ذلك. ‏

ومنعاً لأي إبهام أو سوء تفسير، فإن اللغة الفصيحة هي التي تكتب في الصحف وتتداولها الإذاعة والتلفزيون في أخبارهما، وهي غير الفصحى التي تشكل مستوى أعلى، وذلك بحسب الدكتور مروان المحاسني رئيس مجمع اللغة العربية. ‏

وتبقى نقطة مهمة، وهي أن لجنة تمكين اللغة العربية التي شكلت تعبيراً عن التوجيه الرئاسي للاهتمام بلغتنا القومية، لن تستطيع إنجاز مهامها رغم نشاطاتها الكثيرة المحمودة، طالما أن الإذاعة والتلفزيون تقف موقف المتفرج من هذه اللجنة ومهامها، ولا بد لها بالتالي من أن تنخرط بكل إمكانياتها في جهود ونشاطات هذه اللجنة، وأول خطوة في هذا الاتجاه هو الصعود نحو اللغة الفصيحة، ومنع أي متحذلق أو متحذلقة من إقحام لفظة أجنبية في سياق الكلام

تشرين

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية