|
|

جمال اللغة العربية بصمودها
من المعلوم والمبيَّن أَن جميع اللغات تنقسم إِلى ثلاثة فصائل ولكل فصيل له سمات يُميزها عن الأخر ، وهذه الفصائل هي : فصيل اللغات السامية منها اللغة البابلية والآشورية والعربية وغيرهن ، وفصيل اللغات الهندو الأوربية والتي منها اللغة الهندية والفارسية وغيرهما ، وفصيل اللغات الطورانية ومنها اللغة التركية وغير ذلك ، وكذلك اللغات من حيث بُنيتها تنقسم إلى اللغات التصريفية والالتصاقية والعازلة .
بقيت اللغة العربية طيلة العصور السابقة ثابتة لم تطرأ عليها التغييرات كما حدث مع اللغات الأُخرى ، فحروف تلك اللغات تختلف عن سابق عهدها وأصوات بعض ألفاظها تغيرت عمَّا كانت عليها سابقاً ، كأن تكون اللغة هي لغة العصر إذا ما انتهت تلك الحقبة تغيرت مع قدوم الحقبة الجديدة ، إلَّا أن اللغة العربية لم تحدث معها مثل ما حدث مع أخوتها ؛ والسبب في ذلك أنها لغة القرآن الذي حافظ عليها من أي تحريف أو تغيير ، وكان الاهتمام للّغة العربية كثيرة في الماضي من قبل جُل علماء الدين واللغة والأدب وعلى هذا النهج سار علماء العصر الحديث ، إلَّا أن الاختلاف بين العهد القديم والحديث يكمن في الزَّمان .
يُعتبر صمودها من طرائف السمات التي تتميز بها اللغة العربية ، إذ يجعلها تسمو حتَّى تكون هي اللغة السامية من بين سائر اللغات العالمية في ظل العولمة في جميع مجالاتها التي باتت لا مناص منها ، إلَّا بالمُواجهة الحقيقية ؛ لتبيان الثبات في الحاضر والمستقبل كالماضي .
التطور والتنافس الحاصل في وقتنا الحاضر جعل أهل اللغة والأدب بمنأى عن الجمود والركود بل إنَّما السعي بالعمل من أجل التقدم بخطوة تليها خطوات أخرى وهذا فيه شيء من الإضافة ، حيث يضاف إلى خزانة اللغة العربية وآدابها التي كانت ولا تزال غنيَّة في شتَّى علومها ؛ وبذلك زادت من ثرائها بغية أن تكون هي اللغة الفُضلى ، لطالما حافظت على مكانتها في مجال اللغة والأدب في ميادين العلوم وصفحات التاريخ ذاك السجل الحافل بسماتها ومميزتها ، وخصائص متونها ، ونصوص الأدب العربي بنضوجها ، هذه كلّها تجعل اللغة العربية سامية وتعطيها رونقاً تفوق جمال اللغات الأخرى .
|
|
|
|
|