توصية جديدة لمجلس عزيمان تثير قلق المدافعين عن اللغة العربية
قدّم المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي رأيه المتعلق بالتعليم الأولي، يوم الأربعاء، والذي اشتغلت عليه اللجنة الدائمة للتربية والتكوين للجميع والولوجية، تضمّن 39 توصية للنهوض بالتعليم الأولي والاستثمار فيه، إلا أن إحدى التوصيات أثارت قلق المدافعين عن اللغة العربية، الذين رأوا فيها تمهيداً لاعتماد الدارجة مستقبلا في التعليم.
وجاء في التوصية رقم 24 من رأي المجلس الأعلى للتربية والتكوين، أنه يجب « اســتثمار المكتســبات اللغويــة والثقافيــة الأوليــة للطفــل؛ -ثم إدراج اللغة العربية؛ واللغة الفرنسي، مع التركيز بيداغوجيا على التواصل الشـفهي، انسـجاما مـع طبيعة هذا الطـور التربوي ».
يرى فؤاد بوعلي رئيس الائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية في تصريح لـ »فبراير.كوم » أن المقصود بـ »استثمار المكتسبات اللغوية الأولية للطفل » هو أن « المجلس يدعو بشكل أو بآخر إلى اعتماد اللهجة العامية الدارجة في التعليم الأولي، وذلك فيه ضرب للغة العربية واللغات الرسمية عموماً ». مشيراً إلى أن هذا الرأي انتصر لعضو المجلس نور الدين عيوش الذي يتزعم دعاة استخدام الدارجة في التعليم.
وأَضاف بوعلي أن رأي المجلس الأخير « يتضمن عدة مغالطات سبق وحذّرنا منها في النقاش حول اللغة العامية، أولها أن قضية استعمال المكتسبات اللغوية من أجل الاستئناس والانفتاح عن اللغات الأخرى. وهذه مغالط يجب تجاوزها علمياً وتربويا ».
وحذّر رئيس الائتلاف المغربي من أجل اللغة العربية من أن يكون هذا الرأي مقدمة لفرض الدارجة بشكل من الأشكال في التعليم، فإذا بدأنا العامية من أجل الاستئناس الآن، فسنجد أنفسنا مستقبلاً أمام لغة عامية تُدرّس ويُدرّس بها، معتبراً أ أن هذا الرأي هو « رضوخ لعرّاب الدارجة الذي هو عضو في المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي (يقصد نور الدين عيوش) ».
في مقابل ذلك أكد مصدر من المجلس الأعلى للتربية والتكوين أن الرأي الذي قدّمه بشأن التعليم الأولي بعيدٌ عن كل الصراعات السياسية والإديولوجية، مشيراً إلى أن الهدف الأساسي هو تمكين الطفل من المعارف والمكتسبات الأساسية في سن مبكرة.
وأوضح المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه أن الطفل في التعليم الأولي يجب أن تستقبله المدرسة بلغته الأم التي نشأ عليها داخل أسرته، فإذا كان الشلحة أو الريفية أو السوسية مثلاً هي اللغة الأساسية التي يتقنها الطفل فيجب على المدرسة أن تستقبله باللغة التي يفهم حتى يسهل إدماجه بسرعة في العملية التعليمية.
فبراير
|