للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي التاسع للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

لغتنا العربية وحسناتها

د. رضا العطار

 

اللغة العربية هي لغة الثقافة للأقطار العربية، نقرأ بها الكتاب والجريدة، وعلى الفاظها بُنى المجتمع الذي نعيش فيه. فيجب ان ندرسها ونتعرف الى ماجل ودق من معانيها.

فالسيكولوجيون يقولون اننا لا نستطيع ان نفكر بلا لغة، اي ان معانيها انما هي الفاظ قبل كل شيء وتفكيرنا انما هو كلام صامت.

وهناك ما يرجح صحة هذا الزعم الى حد بعيد. والكاتب الذي مارس الكتابة هو اول من يحس صحة هذا الزعم. فإن المعاني كثيرا ما تأتي عقب الالفاظ، وقلة الكلمات في لغة المتوحشين هي من اكبر الاسباب لتوحشهم. لانهم لا يجدون المعاني الراقية لعدم وجود الكلمات التي تعين هذه المعاني. واللغة التي تحتوي الكلمات الدقيقة، كما في اللغة العربية، تعين المعاني الدقيقة. التي بوجودها تقود الامة الى الرقي.
 
ولغتنا العربية مع العناية في الاستعمال وتخير الحسن من الالفاظ وترك السيء تعد من افضل اللغات. ونستطيع مع هذه العناية ان نصل منها الى الاسلوب الاقتصادي او حتى الى الاسلوب البرقي في التعبير. ولكنا ورثنا عادات كتابية جعلت لغة العرب عند امم العرب الان كما كانت اللاتينية عند الاوربين في القرون الوسطى، هي مجموعة من الزخارف اللفظية والافتخار بالمرادفات والامعان في الاعيب البلاغية حتى انقطع التفاعل بينها وبين المجتمع العربي.

فالمجتمع يتطور بعيدا عن اللغة العربية التي اصبحت لا تتعامل ولا تنطق بألف علم وفن وادب، يستمتع وينتفع بها جميع امم العالم دوننا.

ولهذا الانفصال القائم بين اللغة العربية والمجتمع العربي نجد ان الادب قد تأخر، لا يعبر عن النفس العربية. بل اننا لا نكاد نعرف ما هو فن الدرامة بصورة دقيقة لهذا السبب. وهناك من يزعم اننا نكتب كما نتكلم الان باللغة العامية،

ومشكلتنا مع اللغة العربية هي مشكلة التفكير، واللغات في مباراة، سوف تسقط فيها اللغة التي تعجز عن التثقيف،

فهناك الحركات الذهنية الجديدة، مثل الحركة السينمائية اي البلاغة الجديدة التي تطارد الزخارف وتبتكر الالفاظ، كما ان هناك – الانكليزية الاساسية – التي تعتمد على 946 كلمة فقط لدراسة اللغة الانكليزية في اشهر، فإن اول ما نحتاج اليه نحن العرب من اصلاح لغتنا ان نجعل زيادة كلمة في التعبير خطأ لا يختلف من الخطأ في نصب الفاعل او رفع المفعول.
 
وطالب الثقافة في العراق او في اي قطر عربي آخر يحتاج الى ان يعرف اللغة العربية معرفة دقيقة ووافية حتى لا يجد نفسه غريبا عندما يقرأ مؤلفات المعري او ابن خلدون وخير الطرق لتعلم اللغة ان ندرس الموضوعات التي تهتم بها. فتنتقل الينا كلمات اللغة في الجو الذي استعملت فيه. اي انه ينبغي ان ندرس اللغة كانها مادة منفصلة لام الواقع ان اللغة هي اسلوب للتعبير والتعبير يعني في النهاية معالجة موضوعات.
 
اننا نحتاج الى معجم لنستنير به من وقت لاخر، وينبغي ان ندرك ان دقة الفهم والتميز تعني دقة التعبير. والكاتب الذي يرضى بالجملة المفككة ويهمل العبارة المحبوكة يؤذي قارئه. ومن الحسن لكل مثقف ان يمارس الكتابة، لان الكتابة تحمله على التدقيق في اختيار الكلمات والدقة في استعمالها. والفائدة تعود عليه في النهاية لانه يتعود هذه الدقة في دراسته وتربيته الذاتية. كما يجب ان نميز بين الفهم السلبي والفهم الايجابي، فاننا حين نقرأ كتابا يكون فهمنا سلبيا، اما اذا اعقبنا القراءة بالتلخيص كتابة كان فهما ايجابيا.

* مقتبس من كتاب البلاغة العصرية واللغة العربية للعلامة سلامه مو سى.
 

صوت العراق

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية