للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي التاسع للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

وقفات على أبواب القوافي - 6

أ.د. محمد عبد الله سليمان

    نقف هذه المرة مع بيت شعري للمخضرم لبيد بن ربيعة بن مالك أبو عقيل  العامري أحد الشعراء الفرسان الأشراف في الجاهلية، من أهل عالية نجد، دخل الإسلام وحسن إسلامه ، وسكن الكوفة وعاش عمراً طويلاً، وهو أحد أصحاب المعلقات، يقول:

ذَهَبَ الذينَ يُعاشُ في أكْنافِهِمْ 
  وبَقِيتُ في خَلْفٍ كَجلْدِ الأجْرَبِ

قال البرقوقي صاحب كتاب الذخائر والعبقريات : "هناك من يذهب إلى أنّ ماضي الزمانِ كحاضرِه، لا يَفْضُل قديمُ الزمانِ حديثَه، وإنّما الأيّام كلُّها، أو الناسُ جميعاً، قُداماهم ومُحْدثوهم وأوّلُهم وآخرُهم سواسيةٌ في أنّهم خَلْفٌ كجلد الأجربِ ".
ولكن في الغالب يرى الناس ماضيهم أجمل من حاضرهم ومستقبلهم ، فالحنين إلى الماضي يأسر ألبابهم ويسيطر على عقولهم ويتمنون العودة  إليه لو يرجع بهم الزمان القهقرى . ومن كلام الحسن البصري في هذا الشأن: كان الناس وَرَقاً بلا شوكٍ فصاروا شوكاً بلا وَرَقٍ، وقالوا:
رُبَّ يَوْمٍ بَكَيْتُ فيه فَلمَّا 
      صِرْتُ في غيرِه بَكَيْتُ عَلَيْهِ


القول في كلمة " خلف ": 
  لقد بسط العلماء القول في لفظة "خلف" بفتح اللام أو سكونها وبينوا دقائق اختلاف المعنى للفظة في الحالتين ، وإليكم أقوال بعضهم في هذا الصدد. قال الجوهري صاحب معجم الصحاح : خَلْفٌ: نقيضُ قُدَّامْ. والخَلْفُ: القرنُ بعد القرن. يقال هؤلاء خَلْفُ سَوءِ الناس لاحقين بناسٍ أكثر منهم قال لبيد:
ذَهَبَ الذينَ يُعاشُ في أكْنافِهِمْ 
  وبَقِيتُ في خَلْفٍ كَجلْدِ الأجْرَبِ

والخَلْفُ: الرديءُ من القول، يقال: سكت أَلْفاً ونطق خَلْفاً أي سكت عن ألف كلمة ثم  تكلَّم بخطأ. والخَلْفُ أيضاً: الاستقاءُ. والخَلْفُ: أقصر أضلاع الجَنْب، والجمع خُلوفٌ وفأْسٌ ذات خَلْفَيْنِ، أي لها رأسان. والخَلْفُ والخَلَفُ: ما جاء من بَعْدُ. يقال: هو خَلْفُ سَوءٍ من أبيه، وخَلَفُ صدقٍ من أبيه، بالتحريك، إذا قام مقامه. قال الأخفش: هما سواءٌ، منهم من يحرِّك، ومنهم من يسكِّن فيهما جميعاً إذا أضاف. وبعيرٌ أَخًلَفُ بيِّن الخَلَفِ، إذا كان مائلاً على شِقٍّ. والخَلَفُ أيضاً: ما اسْتَخْلَفْتَهُ من شيء. والخُلْفُ، بالضم: الاسمُ من الإخلاف، وهو في المستقبل كالكذِب في الماضي. والخِلْفُ، بالكسر: حَلَمَةُ ضرعِ الناقة القادمان والآخِران. ويقال أيضاً: هنَّ يمشين خِلْفَةً، أي تذهب هذه وتجيء هذه. ومنه قول زهير: 
بها العِنُ والأَرْآمُ يَمْشِينَ خِلْفَةً
        وأَطْلاؤُها ينْهَضْنَ من كل مَجْثِمِ


ويقال أيضاً: القومُ خِلْفَةٌ، أي مختلفون. حكاه أبو زيد، وأنشد:
دَلْوايَ خِلْفانِ وساقِياهُما

وبنو فلان خِلْفَةٌ، أي شِطْرَةٌ: نصفٌ ذكورٌ ونصفٌ إناثٌ. والخِلْفَةٌ: اختلاف الليل والنهار ومنه، قوله تعالى: "وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً". ويقال: أخذتْه خِلْفَةٌ، إذا اختلف إلى المُتَوَضَّأِ. ويقال: مِن أين خِلافَتكُمْ، أي من أين تستقون. والخِلْفَةُ: نبتٌ ينبتُ بعد النبات الذي يتهشّم. وخِلْفَةُ الشجر: ثمرٌ يخرج بعد الثمر الكثير. وقال أبو عبيد: الخِلْفَةُ: ما نبت في الصيف. والخِلفُ بكسر اللام: المَخاضُ، وهي الحواملُ من النوق، الواحدة خَلِفَةٌ.
والمُخْلِفُ من الإِبل: الذي جاوز البازِلَ، الذكرُ والأنثَى فيه سواء، يقال مُخْلِفُ عامٍ ومُخْلِفُ عامين. والمُخْلِفَةُ من النوق، هي الراجعُ التي ظهر لهم أنّها لَقِحَتْ ثم لم تكن  كذلك. ورجلٌ مِخلافٌ، أي كثير الإخلاف لوعده. ورجلٌ خالِفَةٌ، أي كثير الخِلافِ. ويقال: ما أدري أيُّ خالِفَةَ هو؟ أيْ أيّ الناس هو، غير مصروفٍ للتأنيث والتعريف. وفلانٌ خالِفَةُ أهلِ بيته وخالِفُ أهلِ بيته أيضاً، إذا كان لا خير فيه. والخالِفَةُ: عمودٌ من أعمدة الخباء، والجمع الخَوالِفُ. وقوله تعالى: "رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ" أي مع النساء. والخالِفُ: المُسْتَقي. والخَليفُ: الطريقُ بين الجبلين. قال الشاعر:
فلما جَزَمْتُ به قِرْبَتي
          تَيَمَّمْتُ أَطْرِقَةً أو خَليفا


وخَليفا الناقةِ: إبْطاها. والخَليفةُ: السلطانُ الأعظمُ. وقد يؤنّث. وأنشد الفراء:
أَبوكَ خليفةٌ وَلَدَتْهُ أخرى
          وأنت خَليفَةٌ ذاك الكَمالُ

والجمع الخَلائِفُ. وقالوا أيضاً: خُلَفاءُ. ويقال: خَلَفَ فلانٌ فلاناً، إذا كان خَليفَتَهُ. يقال خَلَفَهُ في قومه خِلافَةً. ومنه قوله تعالى: "وَقَالَ مُوسَى لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي". وخَلَفْتُهُ أيضاً، إذا جئتَ بعده. وخَلَفَ فَمُ الصائم خُلوفاً، أي تغيِّرتْ رائحته. وخَلَفَ اللبنُ والطعامُ، إذا تغيِّرَ طعمه أو رائحتُهُ. وقد خَلَفَ فلانٌ، أي فسد. وخَلَفْتُ الثوب أَخْلُفُهُ، فهو خَلِيفٌ، إذا بَلِيَ وَسَطُهُ فأخرجت الباليَ منه ثم لفَفته. وحيٌّ خُلوفٌ، أي غُيَّبٌ. قال أبو زبيد:
أصبح البيتُ بيتُ آل إياس 
        مقشعرّاً والحيُّ حيٌّ خَلوفُ


أي لم يبق منهم أحد. والخلوفُ أيضاً: الحضورُ المُتَخَلِّفونَ، وهو من الأضداد. وأَخْلَفَ فوهُ: لغة في خَلَفَ، أي تغيّر. وأَخْلَفْتُ الثوبَ: لغةٌ في خَلَفْتُهُ، إذا أصلحتَه. قال الكميت يصف صائداً:
يَمشي بهنّ خَفيُّ الشخصِ مخْتَبِلٌ
          كالنَصْلِ أَخْلفُ أَهْداماً بأَطْمارِ


أي أَخْلَفَ موضع الخُلقان خُلقاناً. ويقال لمن ذهب له مالٌ أو ولدٌ أو شيء يستعاض: أخْلَفَ الله عليك، أي ردَّ عليك مثل ما ذهب. فإن كان قد هلك له والدٌ أو عمٌّ أو أخٌ قلت: خَلَفَ اللهُ عليك بغير ألف، أي كان الله خَليفَةَ والدك أو من فقدته عليك. ويقال: أَخْلَفَهُ ما وعده، وهو أن يقول شيئاً ولا يفعله على الاستقبال. وأَخْلَفَهُ أيضاً، أي وجد موعده خُلْفاً. قال الأعشى:
أَثْوي خُلْفاً وقَصَّرَ ليلةً ليُزَوَّدا
          فَمَضَتْ وأَخْلَفَ من قُتَيْلَةَ مَوْعِدا


أي مضت الليلة. وكان أهل الجاهلية يقولون: أَخْلَفَتِ النجومُ إذا أملحتْ فلم يكن فيها  مطر. وأَخْلَفَ فلانٌ لنفسه، إذا كان قد ذهبَ له شيء فجعل مكانَه آخر. قال ابن مقبل:
فأَخْلِفْ وأَتْلِفْ إنما المالُ عارَةٌ         وكُلْهُ مع الدهرِ الذي هو آكِلُهُ

يقول: اسْتَفِدْ خَلَفَ ما أتلفت. وأَخْلَفَ الرجل، إذا أهوى بيده إلى سيفه ليَسُلَّهُ. وأَخْلَفَ  النباتُ، أي أخرج الخِلْفَةَ. وأَخْلَفَ واسْتَخْلَفَ، أي استقى. واسْتَخْلَفَهُ، أي جعله خَلِيفَتَهُ.  وجلست خَلْفَ فلان، أي بعده. والخِلافُ: المُخالفَةُ. وقوله تعالى: " فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلَافَ رَسُولِ اللَّهِ " أي مُخالَفَةَ رسول الله، ويقال خَلْفَ رسولِ الله. وشجرُ  الخِلافِ معروفٌ، وموضعُه المَخْلَفَةُ. وقولهم: هو يخالفُ إلى امرأة فلانٍ، أي يأتيها إذا غابَ عنها. وتقول: خَلَّفَ بناقته تَخْليفاً، أي صَرَّ منها خِلْفاً واحداً. وتقول أيضاً: خَلَّفْتُ فلانا ورائي فتَخَلَّفَ عنِّي، أي تأخر.
  وجاء في الأمالي لأبي على القالي " قال أبو زيد: خلف الشراب واللبن يخلف خلوفا إذا حمض، ثم أطيل إنقاعه ففسد. وقال أبو زيد والأصمعي: خلفت نفسه عن الطعام تخلف خلوفا إذا أضربت عنه من مرض، وقال أبو زيد: لا يقال ذلك إلا من المرض. وقال أبو نصر عن الأصمعي: خلف صدق بإسكان اللام إذا ترك عقباً.
  وجاء في كتاب الكامل للمبرد في معرض حديثه عن بيت لبيد الآنف الذكر: " قوله: في خلف  يقال: هو خلف فلان لمن يخلفه من رهطه، وهؤلاء خلف فلان؛ إذا قاموا مقامه من غير أهله، وقلما يستعمل خلف إلا في الشر". 
قال الجاحظ في البيان والتبيين "والخَلَفُ: البقيّة الصالحة من ولد الرجل وأهلِه، والخلْف ضد هذا".
وإلى لقاء مع وقفة أخرى
 

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية