للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي التاسع للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

اللام في القرآن الكريم

د. مناهل عبد الرحمن الفضل


اللام من الأدوات التي لا تتأثر بالعوامل ، وهي مبنية لا حظ  لها من الإعراب ، لأنها لا تتصرف ولا يعتور عليها من المعاني ما يحتاج الإعراب لبيانها .

وهي إما أن تكون عاملة ، أو غير عاملة .
فالعاملة قسمان : جارة وجازمة ، وزاد الكوفيون ثالثاً وهي الناصبة للفعل .
وغير العاملة – المهملة – خمسة أقسام : لام الابتداء ، لام فارقة ، لام الجواب ، لام موطئة ، ولام التعريف .
أولاً : اللام الجارة : وقد وردت في القرآن في ألفين وخمسمائة ثلاثة وخمسين موضعاً ، ولها معان كثيرة منها : 
أحدها : الاختصاص ، وهو أصل معانيها ، وذلك نحو قوله تعالى : ( إنّ له أباً شيخاً ) .
الثاني : الاستحقاق : وهو معناها العام ، وذلك نحو قوله تعالى : ( لله الأمر من قبلُ ومن بعدُ ) .
الثالث : الملك : نحو قولك : المال لزيد ، ونحو قوله تعالى : ( له ما في السماوات وما في الأرض ) .
الرابع : التمليك : نحو : وهبت لزيد ديناراً .
الخامس : شبه الملك : وذلك نحو قولك : أدوم لك ما تدوم لي .
السادس : التعليل : نحو قوله تعالى : ( وإنه لِحُبِّ الخير لَشديد ) ، أي إنه من أجل حب المال لبخيل ، ونحو قوله عز وجل : ( وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ) ، في قراءة حمزة ، أي لأجل ايتائي إياكم بعض الكتاب والحكمة ثم لمجيء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم مصدقاً لما معكم لتؤمنن به ، فـ( ما ) مصدرية واللام تعليلية . 
السابع : النسب : وذلك نحو قولك : لزيد عم هو لعمرو خال .
الثامن : التبيين : وهي الواقعة بعد أسماء الأفعال ، والمصادر التي تشبهها مبينة لصاحب معناها ، وذلك نحو قوله تعالى : ( هَيْتَ لك ) ، وتتعلق بفعل مقدر تقديره ( أعني ) .
التاسع : التعدية : كقوله تعالى : ( فهبْ لي من لدنك وليّا ) .
العاشر : أن تكون بمعنى ( إلى ) لانتهاء الغاية كقوله تعالى : ( سقناه لبلد ميت ) ، وبمعنى ( في ) في إفادة الظرفية ، كقوله تعالى : ( يقول يا ليتني قدمت لحياتي ) ، وبمعنى ( عن ) ، كقوله تعالى : ( وقال الذين كفروا للذين آمنوا لو كان خيراً ما سبقونا إليه ) ، أي : عن الذين آمنوا ، وفي حقهم لأنهم خاطبوا به المؤمنين ، وإلا لقيل ما سبقتمونا . 
كما أنها تأتي بمعنى ( على ) ، كقوله تعالى : ( يخرون للأذقان سجداً ) ، ونحو قوله عليه الصلاة والسلام لعائشة رضي الله عنها : ( اشترطي لهم الولاء ) .
الحادي عشر : لام المدح ، وذلك نحو قولك : يا لك رجلاً صالحاً ، ولام الذم : نحو : يا لك رجلاً جاهلاً ، ولام كي : نحو : جئتك لتكرمني .
الثاني عشر : اللام الزائدة ، وهي ضربان : 
أحدهما : مطرد ، كقوله تعالى : ( فعّالٌ لما يريد ) . 
والآخر : غير مطرد ، كقول الشاعر : 
وملكت ما بين العراق ويثرب                  ملكاً أجار لمسلمٍ ومعاهدِ 
ثانياً : اللام الجازمة :
وهي ( لام ) الأمر ، وقد وردت في القرآن في مائة وأربعة وثلاثين موضعاً ، والأولى أن يقال لها ( لام ) الطلب ليشمل الأمر نحو قوله تعالى : ( لينفِقْ ذو سعة من سعته ) ، والدعاء نحو قوله تعالى : ( ليقضِ علينا ربّك ) ، والالتماس كقولك لمن يساويك : ( لتفعل كذا ) من غير استعلاء ، وذلك لأن الطلب إذا ورد من الأعلى فهو أمر ، وإذا ورد من الأدنى فهو دعاء ، وإذا ورد من المساوي فهو التماس .
هذه اللام قد ترد لمعاني أخر غير الطلب ، كالتي يراد بها وبمصحوبها الخبر ، نحو قوله تعالى : ( مَن كان في الضلالة فليمدد له الرحمن مدّا ) ، أي : فيمد ، أو التهديد نحو قوله تعالى : ( ومَن شاء فليكفر ) ، وهذا هو معنى الأمر في قوله تعالى : ( اعملوا ما شئتم ) ، وأما قوله تعالى : ( ليكفروا بما آتيناهم وليتمتعوا فسوف يعلمون ) ، فتحتمل اللامان منه التعليل فيكون ما بعدها منصوباً ، والتهديد فيكون مجزوماً ، ذلك أن مَن كسر اللام من ( ليتمتعوا ) جعلها لام كي ، ويجوز أن تكون لام أمر ، ومن أسكنها فهي لام أمر لا غير ، ولا يجوز أن تكون مع الإسكان لام كي ، لأن لام كي حذفت بعد ( أن ) ، فلا يجوز حذف حركتها أيضاً لضعف عوامل الأفعال .
ودخول اللام على فعل المتكلم قليل ، سواء كان المتكلم مفرداً نحو قوله عليه الصلاة والسلام : ( قوموا فلأصلِّ لكم ) ، أو معه غيره ، كقوله تعالى : ( وقال الذين كفروا للذين آمنوا اتّبعوا سبيلنا ولنحمل خطاياكم ) ، وأقل منه دخولها في فعل الفاعل المخاطب ، كقراءة جماعة وهي قراءة النبي صلى الله عليه وسلم من طريق أبي بن كعب وأنها رويت عن عثمان بن عفان وأنس بن مالك والحسن البصري : ( فبذلك فلتفرحوا ) ، وفي الحديث : ( لتأخذوا مصافكم ) ، وقد تحذف اللام في الشعر ويبقى عملها ، كقول الشاعر :
                      محمد تفدِ كل نفسٍ        إذا ما خفتَ من شيءٍ تَبَالا
فالشاهد قوله : ( تفد ) حيث حذفت لام الأمر وبقي عملها ، إذ الأصل : لتفد ، وهذا جائز في الشعر .
وحكم هذه اللام إذا دخلت عليها الفاء أن تُسكن ، كقولك : فلْيقم زيد ، وكذلك الواو ، نحو قولك : ولْيخرج أخوك ، وإنما سُكنت لأن الفاء والواو يتصلان بما بعدهما ولا يجوز الوقف عليهما .
ثالثاً : الناصبة للفعل : وقد قال بها الكوفيون ، أما البصريون فهي عندهم لام جر ، والناصب ( أنْ ) مضمرة بعدها ، وهو الصحيح لثبوت الجر بها في الأسماء ، وقد أمكن إبقاؤها جارة بتقدير ( أنْ ) ، لأن المصدر المؤول من ( أنْ ) والفعل مجرور بها ، وقد وردت في القرآن في مائتين وعشرين موضعاً .
ولهذه اللام ستة أقسام هي : 
أحدها : لام كي ، وهي لام التعليل ، وفيها مذاهب : مذهب أكثر الكوفيين أنها ناصبة بنفسها ، أما البصريون فهي عندهم جارة ، والناصب مقدر بعدها وهو ( أن ) .
الثاني : لام الجحود ، وسميت بذلك لاختصاصها بالنفي ، وذلك نحو قولك : ما كان زيد ليذهب ، وكقوله تعالى : ( وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم ) ، وهي المسبوقة بكون منفي ، ولا يكون قبلها من حروف النفي إلا ( ما ) و( لا ) .
الثالث : لام الصيرورة ، كقوله تعالى : ( فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدواً وحزناً ) .
الرابع : اللام الزائدة ، كقوله تعالى : ( يُريدُ الله ليبيِّن لكم ) .
الخامس : اللام التي بمعنى ( أن ) كقوله تعالى : ( يُريدون ليُطْفؤوا ) .
والسادس : اللام التي بمعنى الفاء ، نحو قوله تعالى : ( ربنا ليضلوا عن سبيلك ) .
فتلك هي أقسام اللام العاملة .
غير العاملة : وأقسامها هي : 
أ / لام الابتداء ، وهي اللام المفتوحة ، وفائدتها توكيد مضمون الجملة ، وقد وردت في القرآن في مائتين وسبعة وتسعين موضعاً ، من ذلك قواه تعالى : ( ولَسوف يعطيك ربك فترضى ) ، ولا تدخل إلا على الاسم والفعل المضارع ، وذلك نحو قوله تعالى : ( وإنّ ربَّك لَيحكم بينهم ) . 
ب / اللام الفارقة : وهي الواقعة بعد ( إنْ ) المخففة في نحو قوله تعالى : ( وإنْ كانت لَكبيرة ) ، فإذا قلت : إن زيدٌ لقائم ، فـ( إن ) مخففة من الثقيلة واللام بعدها فارقة ، هذا مذهب البصريين ، أما الكوفيون فيذهبون إلى أن ( إن ) نافية ، واللام بمعنى ( إلا ) . 
والذي نراه أن ( إن ) غير عاملة فهي مهملة وذلك لمجي ( كان ) بعدها وهي فعل ناسخ ، إذ أنها إذا ألغيت جاز أن يليها الأسماء والأفعال النواسخ .
ج / لام الجواب : وهي ثلاثة أنواع : جواب القسم ، وجواب ( لو ) ، وجواب ( لولا ) .
أولاً : لام جواب القسم : فاللام التي هي جواب القسم تدخل على الجملة الاسمية والفعلية ، وذلك نحو قولك : والله لزيد قائم ، وكقوله تعالى : ( تالله لقد آثرك الله علينا ) ، وقد وردت في القرآن في سبعة مواضع .
والأكثر في الماضي المتصرف إذا وقع جواباً أن يقترن بـ( قد ) مع اللام ، وقد يستغنى عن ( قد ) ، كقول الشاعر:
      حلفتُ لها بالله حلفةَ فاجرٍ            لَناموا ، فما إن من حديثٍ ولا صالي 


ثانياً : لام جواب ( لو ) :
والذي يجب أن نعلمه أن ( لو ) تليها الأفعال ، وهي عند سيبويه حرف لما كان سيقع لوقوع غيره ، وهو أحسن من قول بعض النحويين أنها حرف امتناع لامتناع ، وذلك لاطراد تفسيره في كل مكان جاءت فيه ، وانخرام تفسيرهم في نحو : ( لو كان هذا إنساناً لكان حيواناً ) ، إذ على تفسير سيبويه يكون المعنى ثبوت الحيوانية على تقدير ثبوت الإنسانية ، وعلى تفسيرهم يكون المعنى ممتنع الحيوانية لأجل امتناع الإنسانية ، وليس بصحيح إذ لا يلزم من انتفاء الإنسانية انتفاء الحيوانية ، إذ توجد الحيوانية ولا إنسانية .
وتستقبل باللام جواباً لها ، وقد وردت في القرآن في ثمانية وتسعين موضعاً ، من ذلك قوله تعالى : ( لو نشاء لجعلناه حُطاماً فظَلْتُم تفْكهون ) .
وربما أضمرت اللام لأنه قد عُرف موضعها ، وذلك نحو قوله تعالى : ( لو نشاء جعلناه أجاجاً ) ، وتقديره : ( لو نشاء لجعلناه ) ، وكقولك : لو جاء زيدٌ لأكرمتك ، المعنى إن إكرامي إياك امتنع لامتناع زيد عن المجيء ، فهذا معنى ( لو ) واللام هي الجواب .
وإذا وقع بعد ( لو ) اسم فإنما يقع على إضمار فعل ، رافع له أو ناصب ، لأنها بالفعل أولى ، وذلك قولك : لو زيداً لقيته لأكرمتك ، تنصبه بفعل مضمر ، وكذلك تقول : لو زيدٌ قدم لأكرمته ، ترفعه بفعل مضمر ، كما قال الله تعالى : ( قل لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي لأمسكتم خشية الإنفاق ) ، ترفع ( أنتم ) بفعل مضمر يفسره الظاهر .
وقد يجوز في غير مذهب سيبويه رفعه بالابتداء .
وتكون ( لو ) شرطاً في المستقبل بمعنى ( إن ) ولا يجوز الجزم بها ، وذلك نحو قوله تعالى : ( ولو كره المشركون ) ، ومصدرية وهي التي يصلح موضعها ( أن ) المفتوحة ، وأكثر وقوعها بعد ( ود ) و ( يود ) ، وذلك نحو قوله تعالى : ( ود كثيرٌ من أهل الكتاب لو يردونكم ) ، كما تشرب معنى التمني ، كقوله تعالى : ( فلو أنّ لنا كرةً فنكون من المؤمنين ) .
ثالثاً : لام جواب ( لولا ) : 
هي نقيضة ( لو ) ، وبناءً على قول سيبويه في ( لو ) يلزم أن تكون ( لولا ) حرف لما كان سيقع لانتفاء ما قبله ، وذلك نحو قولك : لولا زيد لأكرمتك ، أي كان يترتب إكرامك على تقدير انتفاء وجود زيد .
وتلزمها اللام في الخبر ، وتقع بعدها الأسماء والأفعال ، ضداً لما كان في باب ( لو ) ، وقد وردت في القرآن في خمسة وعشرين موضعاً ، فالمرتفع بعدها يرتفع بالابتداء ، والخبر مضمر وجوباً تقديره ( موجود ) ، واللام داخلة على الجواب ، وذلك نحو قوله تعالى : ( لولا أنتم لكنا مؤمنين ) .
د / اللام الموطئة : 
وهي اللام الداخلة على أداة شرط للإيذان بأن الجواب بعدها مبني على قسم قبلها لا على الشرط .
وسميت الموطئة لأنها وطأت الجواب للقسم أي مهّدته ، وذلك نحو قوله تعالى : ( لئن أُخرجوا لا يخرجون معهم ولئن قُوتلوا لا ينصرونهم ولئن نصروهم ليُولُنَّ الأدبار ثم لا ينصرون )  ، وقد تسمى باللام المؤذنة ، وقد وردت ستين مرة في القرآن الكريم ، منها أربعة في سورة البقرة وأربعة في سورة آل عمران .
هـ / لام التعريف : عند من جعل حرف التعريف أحادياً ، وهم المتأخرون ونسبوه إلى سيبويه ، وذهب الخليل إلى أن حرف التعريف ثنائي وهمزته همزة قطع وصلت لكثرة الاستعمال ، وكان يسميه ( أل ) ولا يقول الألف واللام ، وقد اختاره ابن مالك . 
هذه هي اللام وأنواعها  وأحكامها ، مع التمثيل لها من الآيات القرآنية.



                       


 
 

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية