للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  دعوة للمشاركة والحضور           المؤتمر الدولي العاشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

النحو العربي المعاصر في ضوء السياق

أ. د. عبد الجليل أبوبكرغزالة

 

   يمثل النحو العربي المعاصر نشاطا لغويا تداوليا  Pragmaticمعياريا مستداما ، يستعمله المتكلمون لتحقيق التفاهم والاتصال المتنوع فيما بينهم ، والتعبير عن سائر أغراضهم . ولا يحدث التفاهم والاتصال بشكل قويم وسليم بين هؤلاء المتكلمين دون توظيف ( لنحو اتصالي Communicative grammar  ) مرجعي سديد ؛ لأنه يحقق الفهم والاستيعاب والتبادل بين الأقوال والملفوظات الأصولية  Grammatical التي يتم إنجازها بالفعل في مختلف السياقات Contexts والمواقف .   
   يقوم النحو العربي الوظيفي المعاصر على قياسات و( عادات لغوية ) اجتماعية ، اتفاقية توظف الكفايات competences والقدرات وبعض المظاهر الفطرية التي تترجم إلى استعمالات Performances ، وأساليب شخصية موضوعية / تجريبية ، تعمل حسب علاقات ووظائف ( النسق الاتصالي ) العربي العام .
   يتطلب تحقيق هذه التصور الذهني ، المنطقي ، القيام بعدة مراجعات ، وتقويمات ، وتقويمات  Evaluationsنحوية ، تدرج في مجال تخطيط  Planningاللغة العربية من خلال الاعتماد على المعجمات الملائمة ، والسياقات والمواقف الجديدة ، والنصوص الفكرية الحديثة ، ومنحها سمة معيارية Standard  اتفاقية ، لكي تعمم على العربية المشتركة المعاصرة ، وكذلك هو الشأن بالنسبة للغة الواصفة metalanguage  المرتبطة بهذا ( النحو السياقي ) ، كما يجب الاهتمام بالتدريبات التفاعلية Interactive التي تعانق التطبيقات المتنوعة المرتبطة بالقضايا النحوية المدروسة فقط . 

أهمية السياق في النحو العربي 
   يتضح إذن من خلال ما سلف أن اللغة العربية المعاصرة توظف من أجل التفاهم والاتصال بين المتكلمين ، حيث يسعى كل متكلم لإبراز وتعليل قصده لسامعه ، حسب دلالات الكلمات المستعملة بينهما ، وحمولاتها المعرفية ، من حيث السبك التركيبي  Syntactic Cohesion والحبك الدلالي  Semantic coherence والتلاؤم السياقي والمقامي .
   يقوم السياق على العلاقات والقرائن اللفظية والمعنوية الموجودة بين الكلمات. 
 يرى عبد القاهر الجرجاني أنه لا معنى للنظم ( التركيب اللغوي ) الذي لا يربط بين معاني النحو في الكلم ، كما أن تجاهل دلالات السياقات بالنسبة للنصوص القرآنية يخلق نوعا من الاضطراب والإبهام .
  يحدد السياق القضايا اللغوية المجملة ، والمحتملة ، ويجزم في القصد ، ويخصص العام ، ويقنن المطلق ، وينوع الدلالة ، فهو من القرائن الدالة على قصد المتكلم . فإذا احتمل الكلام معنيين مختلفين يتم تفضيل أحدهما ، يكون هو الأوضح والأكثر موافقة للسياق . يرد ذلك كثيرا في تفسير القرآن العظيم .
أنواع السياق 
   تتنوع السياقات في اللغة العربية حسب تنوع المباني والمعاني . نجد في هذا النحو :
1 _  سياق الفقرة وسياق المقطع . 
2  _ السياق المنفصل عنه سواء في النص نفسه السورة أو غيره ، ويدخل تحته نوعان :
  أ  _   سياق الفقرة الجزئية .
  ب _  سياق النص الكلي .  
   إن سياق الفقرة الواحدة يرتبط بسياق النص والموضوع المحوري Topic، وسياق الجنس الفكري ، والسياق الثقافي ، فهذه عناصر متداخلة ومتكاملة لإبراز المعاني المقصودة .
  نجد في الذكر الحكيم أربعة أنواع من السياق :
1   _  سياق المقاصد والمعاني الكبرى   .
2   _  سياق المضمون الكلي  للسورة . 
3   _ سياق المقطع التابع .
_   4 سياق القصد المستقل .
  يرتبط سياق المقال بدلالات معجم القرآن الكريم ، ويعانق سياق الحال التغذية الراجعة الحاصلة بين المتكلم والمتلقي . 

  بعض القضايا التداولية في النحو العربي المعاصر 
  إن مقاربة معرفية Epistemic متأنيةً ورصدًا محيطًا للاستعمالات الوظيفية لأقسام الكلام العربي ( اسم ، فعل ، حرف ) الموظفة بين طيات مختلف أجناس الفكر والسرد ووسائل الإعلام العربي المعاصرة توضح لنا وجود نوعين من النحو العربي .
1    _  نحو معياري مهمل .
2 _  نحو وظيفي مستعمل . 
والملاحظ من خلال ما سبق أن القضايا النحوية العربية الوظيفية التي يشيع استعمالها وتتردد أكثر من غيرها في مختلف السياقات والمواقف هي :
 أ   _    الأزمنة الثلاث ( الماضي ، المضارع ، الأمر ) .
 ب  _    بعض الأساليب الإنشائية ( الاستفهام ، النفي ، التعجب ، النداء ...). 
 ج  _    الضمائر بأنواعها .
  د  _    التوابع الأربعة ( النعت ، العطف ، البدل ، التوكيد ) . 
  ه _    الأسماء والأفعال . 
  و  _    النكرة والمعرفة .
  ز  _     مؤشرات Deictics الزمكان . 
  ح  _     المبني للمعلوم والمبني للمجهول .  
   ط _     بعض المشتقات السياقية ...
  بينما تبقى عدة قضايا نحوية عربية معيارية مهملة ، ولا ترد ضمن أي سياق نحو ي عربي معاصر ( نون التوكيد الشديدة والخفيفة ، أسلوب القسم المقترن بها ، المفعول معه ، أسلوب الاستغاثة ...) . فالنحو السياقي يهتم بالقضايا التداولية ؛ الأكثر استعمالا وتخفيفا ومرونة وتوليدا أثناء الاتصال الاتفاقي Conventional  المقبول ، ولا يلتصق كثيرا ب( المحفوظات / المخزون ) المستنزف الذي يعسر على الإنجاز الفردي . 
  فهل يمكن بناء ( نحو عربي سياقي وظيفي ) ميسَّرٍ يعتمد على مدونات Corpus أجناس فكرنا ووسائل إعلامنا المعاصرة ؟ 
 

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية