للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  دعوة للمشاركة والحضور           المؤتمر الدولي العاشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

البناء العارض في القرآن الكريم

د. مناهل عبد الرحمن الفضل

 

 يُعنى به أنّ  الكلمة كانت في الأصل معربة ثم أصبحت مبنية بسبب أحد العوارض الطارئة عليها ، وإذا زال ذلك العارض عادت الكلمة إلى أصلها من الإعراب . 
مواضعه : 1ـ  في الأفعال : 
البناء في الأفعال يكون لازماً وعارضاً، فاللازم بناء الماضي، والأمر بغير اللام‏.‏ والعارض بناء المضارع   إذا اتصل به نون النسوة ، ونون التوكيد .
2ـ في الأسماء:
أ ـ  اسم ( لا ) النافية للجنس :
ومعنى نفي الجنس نفي الخبر عن جميع أفراد الجنس ، ويكون اسمها مبني على الفتح ، وذلك نحو قوله تعالى : { لا عاصمَ اليوم من أمرِ الله } فـ ( لا ) نافية للجنس حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، ( عاصم ) : اسم ( لا ) مبني على الفتح . 
ومن الملاحظ أن اسم ( لا ) يأتي مفرداً ، أو مضافاً ، أو شبيهاً بالمضاف . والذي يهمنا هنا هو المفرد 
اسم ( لا ) المفرد:
ويقصد به ما ليس مضافاً ولا شبيهاً بالمضاف ، وإن كان مثنى أو مجموعاً ، وهو مبني على ما كان ينصب به ، وقد ورد اسم ( لا ) المفرد في اثنين وثمانين موضعاً  من القرآن الكريم ، من ذلك قوله تعالى: { ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين } ، فـ ( لا ) نافية للجنس ، و( ريب ) : اسم ( لا ) مبني على الفتح في محل نصب ، أما الخبر فمحذوف للعلم به.
ب- المنادى :
النداء هو الدعاء برفع الصوت ، والمنادى هو المطلوب إقباله بحرف مخصوص .
للنداء سبعة أحرف هي : ( يا ) وتستعمل في كل حالات النداء ، وهي أصل حروف النداء ، ولم يقع في التنزيل نداء بغير الياء ، ( آ ، أيا ، هيا ) للمنادى البعيد ، ( أي والهمزة)  للمنادى القريب ، ( وآ ) للمنادى المندوب .
للمنادى خمسة أنواع منها ما هو مبني ، ومنها ما هو معرب ، والذي يهمنا هنا هو المبني.
يُبنى المنادى على ما كان يُرفع به سواء كان تعريفه سابقاً على النداء وهو العلم المفرد ، ونقصد به ما ليس مضافاً ولا شبيها بالمضاف ، نحو قوله تعالى: ( وقلنا يا آدمُ اسكن أنت وزَوْجُك الجنة )  فـ( آدم ) : منادى مبني على الضم في محل نصب ــ أو كان تعريفه حاصلاً بالنداء وهو النكرة المقصودة ، ونقصد بها النكرة التي يزول إبهامها بسبب النداء كقوله تعالى : ( يا نارُ كوني برداً وسلاماً على إبراهيم ) .
 وقد ورد المنادى مبنياً في ستة وستين موضعاً . 
ج ـ الظروف العارضة البناء وما ألحق بها : وتشمل ما قطع عن الإضافة لفظا لا معنَى وهي الظروف 
الغايات مثل: قبل ، بعد ، وأسماء الجهات الستة ، علُ ، أولُ ، فإذا حُذف المضاف إليه للعلم به بُنيت هذه الأسماء على الضم ، كقوله تعالى : ( لله الأمر من قبلُ ومن بعدُ ) فقد حُذف المضاف إليه لفظاً ونوي معناه إذ التقدير : من قبل كل شيء ومن بعد كل شيء ، ونجد ذلك في سبعة وستين موضعاً . أما ( بعد ) فقد وردت في ستة مواضع . وكذلك من الظروف العارضة للبناء الزمن المبهم المضاف إلى جملة: وذلك نحو الحين والوقت والساعة والزمان ، فهذا النوع من أسماء الزمان تجوز إضافته إلى الجملة ، ويجوز لك حينئذ الإعراب والبناء على الفتح ، إلا أن البناء أرجح من الإعراب .
ومن الظروف أيضا  الموغلات في الإبهام المضافة إلى مبني:
وهي أسماء لا يتحدد معناها ولو أضيفت ، وهي: مثل ، دون ، بين ، غير ، سوى ، نظير ، شبيه ، وما كان في معناها ، فهذا النوع إذا أضيف إلى مبني جاز أن يكتسب من بنائه كما تكتسب النكرة المضافة إلى معرفة من تعريفها ، من ذلك قوله تعالى: ( ومن خزي يومئذٍ ) فإنه يقرأ بفتح الميم على البناء لكونه مبهماً مضافاً إلى مبني وهو( إذ ) وبجره على الإعراب .
ومن الظروف العارضة للبناء أيضا ما ألحق بـ( قبل ) و( بعد ) وهي :  ( أي ) الموصولة ولها أربعة أحوال 
تعرب في ثلاث منها وتبنى في حالة واحدة ، وذلك إذا أضيفت وحُذف صدر صلتها ، فتبنى على الضم ، وذلك كقوله تعالى: ( ثم لننزعنّ من كل شيعة أيُّهم أشدّ على الرحمن عتيا ) .
د / المركبات : 
من ذلك الأعداد المركبة : ما ركب تركيب المزج من الأعداد هو أحد عشر وإحدى عشر إلى تسعة عشر وتسع عشرة ، فهذه تبنى على فتح الجزءين ما عدا اثني عشر واثنتي عشرة فإن الجزء الأول منهما معرب إعراب المثنى.
ومن أمثلة تلك الأعداد المبنية ، قوله تعالى: ( عليها تسعة عشر ) ، فـ( تسعة عشر): في موضع رفع بالابتداء ، و( عليها ) الخبر وهما اسمان حذف بينهما حرف العطف وتضمناه ، فبنيا لتضمنهما معنى الحرف وبنيا على الفتح لخفته .
كذلك مما هو مبني بناء عارضاً ما ركب تركيب المزج من الظروف زمانية كانت أو مكانية  ، وما ركب تركيبا المزج من الأحوال.
والذي نود أن نشير إليه هنا أنه لم يقع في التنزيل تركيب الظروف ولا تركيب الأحوال ، وإنما وقع فيه تركيب الأعداد .

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية