للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  دعوة للمشاركة والحضور           المؤتمر الدولي العاشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

الله في التصور النحوي

د.أحمد محمود عبدالقادر درويش


للعظيم يعرف النحاة الحق ، فيحاولون السير على خط مستقيم لا اعوجاج فيه ولا أَمْتًا ؛ توفية لذي الجلال(الله) ، وقد دلت قواعدهم على إعطاء لفظ الجلالة(الله) حقه من التكريم والتبجيل والتعزير ... وهنا فقط إلماحة إلى أن يكتمل مشروعنا النحوي الدعوي ...تأمل الآتي فقط في نقط سريعة ...

أولا : إذا سبق لفظ الجلالة بفعل أمر ، فالأدب يقتضي منا أن نقول : فعل دعاء لا أمر ، فإذا نصبت الكلمة على المفعولية فلنكن مؤدبين ولنقل : لفظ الجلالة ، منصوب على التعظيم ، جاء في شرح التصريح على التوضيح للشيخ خالد الأزهري ( ت : ٩٠٥ ه‍) تعليقا على قوله تعالى " رب أرني كيف تحيي الموتى " قال : " فأرني فعل دعاء ، وياء المتكلم مفعوله الأول " ٣٩١/١ ...

ثانيا : لا يجوز في النحو الجمع بين حرف النداء ( يا ) ، وكلمة مقترنة بالألف واللام إلا مع لفظة الجلالة ( الله ) فتقول ( يا ألله ) ... ولا يجوز نداء ما فيه ( أل ) فلا تقل : يا الولد ، يا الحبيب ... كما شاع عندنا ...

قال ابن مالك في الألفية :

وباضطرار خص جمع ( يا ) و( أل ) ... إلا مع الله ...

ثالثا : تصير الهمزة في لفظة ( الله ) همزة قطع ، فالأحسن عندما تنادي ربك أن تقول : ( يا ألله ) بإثبات الهمزة

رابعا : في أسلوب القَسَمِ يختص لفظ الجلالة ( الله ) بحرف التاء القسمية ، هذي التاء لا تدخل إلا على لفظ الجلالة ( الله ) تقول مثلا : تالله ، لينتصرن الحق ، فالتاء هنا لا تدخل إلا على لفظ الجلالة ، بخلاف الباء والتاء فيجوز دخولهما على لفظ الجلالة وغيره ...

(بالله / بربك ) ( والله ، والضحى / والشمس ) أما التاء فلا ... وإنك قارئ القرآن كله ، حاول أن تجد (التاء) القسمية مع غير الله ،وإن وجدت فأبلغني آية ذلك مثلا :(وتالله لأكيدن أصنامكم ) ( قالوا تالله إنك لفي ضلالك القديم ) ( قالوا تالله تفتأ تذكر ىوسف حتى تكون حرضا أو تكون من الهالكين)

خامسا : قد تُغَيَّرُ تعريفاتُ النحاة لحدود الباب النحوي من أجل لفظة ( الله (

ففي باب التحذير والإغراء مثلا يعرفه النحاة قائلين " تنبيه المخاطب على أمر مكروه ، ليجتنبه " لكن رُفض هذا التعريف لأنه يتعارض مع جلال (الله) ، فإذا أخذ أحد حقك فإنك تقول للظالم ( اللهَ اللهَ في حقي ) أي احذر الله ، خف الله ، اخش الله وهنا ... قال النحاة : إن الأصوب أن يعرف التحذير فيقال : " اسم منصوب ، معمول للفعل " أُحذِّر" المحذوف " كما ذكر الأستاذ عباس حسن في النحو الوافي الجزء الرابع ص ١٢٦

النحاة مؤدبون يعرفون لله حقه ، فيحاولون أن يصلوا إليه بعلمهم ، فالله معلمهم ورافعهم الدرجات العوالي ، بفضل خدمتهم لكتابه ...

اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه ...



التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية